بمشاركة دوليّة ومحلية وبدعم من مؤسسات القطاع الخاص

البوسعيدية: مؤتمر الأبعاد العملية والعالمية في التعليم العالي يواكب المتغيّرات

...
...
...

 

الرؤية - محمد قنات

 

أكّدت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي أنّ مؤتمر الأبعاد العملية والعالمية في التعليم العالي ينعقد في توقيت يشهد المتغيرات العالمية على مختلف الأصعدة، والمناداة باستثمار الطاقات الشابة المبدعة وتعزيز إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإنتاج الأفكار المبتكرة لخلق فرص عمل جديدة في طور الأتمتة المستحدثة.

وافتتحت معاليها أمس أعمال المؤتمر الدولي تحت شعار "تبادل الرؤى والخبرات "، بتنظيم من جامعة مسقط، وبحضور خليل بن عبدالله الخنجي رئيس مجلس إدارة الجامعة، والدكتور جمعة بن علي آل جمعة رئيس مجلس الأمناء، وفريق الإدارة التنفيذية للجامعة وعدد من المختصين والمهتمين.

وأشارت معاليها إلى أنّ النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- كان هو المنشأ الأصيل لكل ثمرات قطاع التعليم العالي التي تشكلت في هيئة صناعة القرار التعليمي والسياسات التعليمية، والتحسينات التنموية على القطاع. وأشادت البوسعيدية بالدور الذي تمارسه مؤسسات القطاع الخاص التعليمية ومساهماتها، قائلة: "يعد قطاع التعليم عمومًا، والتعليم العالي على نحو خاص ضليعا في المساهمة في قضايا التنمية، وداعما رئيسا في تزامن المجتمعات مع متطلبات وتحديات التغير الاجتماعي والنمو الاقتصادي الذي تحدثه الثورات التقنية والمعرفية بوتيرة متسارعة محدثة معها نقلة نوعية وكمية في أساليب التفكير وآليات الإنتاج ونوعية المنتجات الفكرية والثقافية والعلمية المتعددة في شتى المجالات". وأضافت أنّ المؤتمر يتزامن أيضا مع الثورة الصناعية الرابعة ليجعل المؤسسات الجامعية في مختلف بلدان العالم أمام تحديات جادة وقرارات صارمة لخلق سياسات جديدة وأطر وبرامج دراسية في الجامعات تتواكب مع الاحتياجات الراهنة والمستقبلية، مشيرة إلى أن تبادل الرؤى والخبرات وسيلة جادة ودقيقة لتحقيق الطموحات المرجوة مستقبليا من العملية التعليمية.

آل جمعة: المؤتمر يلبي الحاجة الماسة لبحث قضايا التعليم من منظور دولي

وقال الدكتور جمعة بن علي آل جمعة رئيس مجلس أمناء جامعة مسقط إن المؤتمر يمثل أداة ربط تجسد العلاقة الوثيقة والشراكة الحقيقية التي ينشدها المؤسسون والمجتمع من قيام جامعة مسقط، عبر الارتقاء بجودة التعليم العالي من ناحية، ومن ناحية أخرى المشاركة البناءة في حلحلة القضايا المجتمعية ذات الطابع التعليمي للخروج برؤى عصرية تأخذ من متغيرات الوضع الراهن وتستوعب المستجدات المستقبلية وتمكننا من بناء شراكة خلاقة مع مختلف مكونات البيئة الاقتصادية بالسلطنة. وأضاف رئيس مجلس الأمناء بجامعة مسقط أنّ المؤتمر يأتي مكملا لدراسات استقصائية وضعت من قبل جهات ذات مصداقية تؤكد وجود حاجة ماسة وملحة لبحث قضايا التعليم من منظور دولي يمكن البناء عليه خدمه لمنظومة التعليم العالي بالسلطنة، موضحا أنّ الجامعة أخذت على عاتقها زمام المبادرة وبمشاركة طيف واسع من الأكاديميين والأساتذة المشاركين من داخل السلطنة ونخبة مختارة من الخبراء الدوليين، للعمل على فرز هذه القضايا على مدار الأيام القليلة المقبلة خلال أعمال المؤتمر، سعيا للخروج بمنظومة متكاملة من التوصيات تخدم المظلة التعليمية الخاصة أولا وتمهد له الطريق نحو المزيد من الارتقاء والتكامل والجودة المنشودة من قبل المؤسسات المستقبلة والمستوعبة لمخرجات قطاع التعليم العالي الخاص.

وانطلق المؤتمر بكلمة افتتاحية قدمتها البروفيسورة يسرى علي المزوغي رئيسة الجامعة قالت فيها "تتضافر الجهود في هذا المؤتمر لبحث محاور في غاية الأهمية وحيوية تمس العملية الأكاديمية برمتها وتعمل على تبني رؤى جديدة من شأنها الرقي بالعملية الأكاديمية ومضامينها كالتعليم العملي والتدريب المهني وسبل تطوير مهارات وإمكانات الخريجين، إضافة إلى محور العالمية ودورها وطرق استدامتها والذي بات عاملا أساسيا في مقابلة احتياجات الأسواق من حيث صناعة جيل قادر على الانسجام مع التغيرات المختلفة". وأوضحت أنّ مؤتمر جامعة مسقط يستقطب خبراء محليين ودوليين وأكثر من 200 مشارك من مختلف المؤسسات من داخل وخارج السلطنة للخروج بمجموعة طموحات تتناسب مع التطور الذي يشهد التعليم العالي بالسلطنة.

من جانبه، قدم دوجلاس بلاك ستوك الرئيس التنفيذي لمؤسسة ضبط جودة التعليم العالي البريطانية كلمة له بالمؤتمر، وقال إنّ عالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الشراكات في مجال ضبط جودة التعليم العالي، ولقد أصبح ربط التعليم باحتياجات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية أحد أهم مؤشرات الجودة، إذ إنّ التعليم في نهاية الأمر يسعى لتلبية احتياجات الفرد والمجتمع، كما أنّ ثورة الاتصالات والمعلومات في عالم اليوم جعلت التحديات التي نواجهها متشابهة إلى حد بعيد رغم اختلاف السياقات الوطنية على المستوى الثقافي. وأكد أنّ هذا المؤتمر الذي تنظمه جامعة مسقط يمثل فرصة لتنمية الشراكات الدولية في هذا الإطار، مشيدا بمستوى التنظيم وتوقعاته بأن يخرج المؤتمر بالأثر الإيجابي المأمول للنهوض بالمنظومة التعليمية، ووضع التعليم العالي العماني على خارطة التعليم العالي العالمي.

ويعد المؤتمر أولى المبادرات الدولية التي تنظمها الجامعة لهذا العام، ويستقطب 300 ممثل من الجهات الحكومية ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في السلطنة، بجانب وفد رفيع المستوى من الخبراء الدوليين والشركات ووسائل الإعلام.

وشملت أجندة جلسات اليوم الأول من المؤتمر طرح عدد من أوراق العمل والمباحث، وتناول المحور الأول "اتجاهات التعليم العالي خلال السنوات العشر الماضية والسنوات العشر القادمة"، فيما استعرض المحور الثاني "تبادل الرؤى حول الشهادات المهنية ممن منظور الأطراف المعنية".

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في يومه الثاني مقارنة وجهات النظر حول البرامج الدراسية ذات تدريب عملي لعام كامل بين سوق العمل والمؤسسات الأكاديمية، إلى جانب محور التحديات المتصلة بالعالمية في مؤسسات التعليم العالي، حيث يستعرض وجهات نظر من مختلف دول العالم على أن تختتم فعاليات اليوم الثاني بإقرار التوصيات على شكل خارطة طريق.

يشار إلى أنّ جامعة مسقط عمدت منذ إنشائها إلى تبني القضايا ذات الاهتمام المجتمعي وقطاعات التعليم والمؤسسات الإنتاجية الرافدة للاقتصاد العماني من خلال الحرص على تجويد المكوّن التعليمي الجامعي، والتركيز على مخرجاته سعيا لتحقيق التوقعات المجتمعية المنشودة، ويلبي أولويات سوق العمل وغيرها من المسائل ذات الارتباط بالعملية التنموية من خلال عقد الندوات والمؤتمرات معززة بالبحوث والدراسات العلمية والتحليلات الأكاديمية المتخصصة سواء من داخل الجامعة أو عبر شركاء من القطاع المحلي وبالشراكة مع خبراء دوليين.

تعليق عبر الفيس بوك