توتنهام.. هموم الرغبة في التغيير!

حسين بن علي الغافري

تضاعفت متاعب نادي توتنهام الإنجليزي في الفترة بنتائج سلبية مؤثرة على جميع المستويات، أهم تلك الصفعات جاءت أوروبية عن طريق العملاق البافاري بايرن ميونخ، وبنتيجة عريضة انتهت بالسبعة. ما حدث مساء السبت أمام برايتون في الدوري الإنجليزي، والسقوط المدوي بثلاثة أهداف دون رد، يشير إلى أنَّ الفريق غائب تماما على الصورة التي عرفناها عنه في الموسم المنصرم، عدد من الإشكاليات الحاضرة بقوة تقود إلى ترقُّب في تغيير قادم يُنقذ الموقف ويعيد الأمور إلى طريق التصحيح. من كان يقدِّم المتعة في الموسم الماضي بات هشًّا حتى اللحظة وبات يعاني من إيجاد الحلول أو الخروج بنمط الأداء الذي نعرفه والذي كان للأرجنتيني بوكاتينهو الفضل في تأسيسه.

ومع أن السبيرز قدم مباراة مثيرة أمام مانشستر سيتي في ثاني مباريات الدوري، وكان قبلها قد حقق الانتصار في انطلاقته، إلا أنَّ سلسلة نتائجه السلبية بدأت بسقوط من نيوكاسل يونايتد وخسارة أخرى أمام ليستر سيتي بهدفين مقابل هدف، إلى أن تضاعفت الهزائم بثلاثية برايتون.. وفي المقابل، كانت نتائجه الأوروبية تدل على أن الفريق يمر بظروف كبيرة وبمسار آخر يفتقد الحماس والرغبة في الفوز، الفريق تعادل أمام أولمبياكوس خارج أرضه، وعاد ليخسر بقوة على ملعبه بسباعية البايرن. كل هذه الأمور تدفع المحللين إلى أن الفريق بأزماته الحالية لن يذهب بعيداً ومسألة التغيير واردة في أي لحظة متى ما تفاقمت الأمور. الآن فرصة كبيرة لقراءة أوضاع المجموعة ككل بعد فترة التوقف الدولي وانقطاع المباريات المحلية، فرصة لمعرفة ماذا يمكن أن يتم فعله لعودة توتنهام الذي كان منافسًا فعالًا في آخر موسمين للدوري، والذي وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم.

شخصيًّا، أرى أن الفريق متكاسل وغير مسؤول إطلاقا، اللاعبون بعضهم طالب بتغيير الأجواء والذهاب إلى أندية أخرى سعت إليهم، فضلاً عن مدرب الفريق بوكاتينهو الذي حاولت عددٌ من الأندية جلبه وتعثرت كل المحاولات. الإدارة بحثت عن بقاء أسماء لا ترغب بالاستمرار وهو ما ينعكس سلبيا خلال الفترة الحالية. مشكلة المدرب أنه ألمح في أكثر من مناسبة إلى أنَّ أمر خروجه قريب، وصرح بذلك قبل نهائي دوري الأبطال، ما يحدث معه حاليا هو رغبته في عدم خسارة شروط العقد بطلبه الاستقالة، وإلا كان قد أقدم عليها في الموسم الماضي. طلبه الاستقالة يعني خسارة 35 مليون يورو، بينما إقالته من الإدارة تكسبه هذه الأموال. وهو أمرٌ كان من الممكن التفاهم عليه والخروج برأي وسط، إلا أن الطرفين يسير الأحداث للخروج بمصلحته! وفي الجانب الآخر، ينطبق الأمر على اللاعبين الذين يرفضون تجديد عقودهم؛ لرغبتهم في تحديات جديدة. ولعل الجانب الإداري يلقى عليه اللوم فيما يحدث الآن، في عدم تسهيل تحقيق الرغبات وضمان الحلول المناسبة.