شرائح مفككة!

يوسف عوض العازمي

 

"إنّ جزءًا أصيلًا في كل طرح، وفي كل نظام عظيم، يكمن في قبوله للمراجعة، والنقد والإنماء والتغيير"، عبد الكريم بكار.

في علم النقد العربي الحديث عدة مصطلحات يدرسها ويبحثها المهتمون ذوو الهمة في هذا الأدب الرفيع، من هذه المصطلحات البنيوية، التفكيكية، التشريحية، وغيرها من المصطلحات والرموز النقدية المساعدة لفهم ودراسة ونقد وتفسير وتأويل أدوات الأدب.

ما ينطبق على النقد ينطبق على حياة الإنسان، وما يواجه من أحداث، وما يقابله من عقبات وتعثرات، وما  يستبشر به من مسرّات، وراحة واستراحة مع ذاته، تبدأ البنية الحياتية منذ كونه جنينا" في بطن أمه، ثم تلقفه نسمات وأنفاس الحياة الجديدة، واستمراره مع أنفاس الحياة الصعبة، المكفهر وجهها "أياما" ويبتسم يوما "واحدا"، غيوم على سماء النفس، لا تدري صقيعها من الهجير!

في ظل تصنعات الصدف المتكلفة، تنطلق الروح المتفلسفة لفلسفة مغايرة عما يدور، ميتافيزيقيتها لاتحلل الأجمل، ولا تحرم القبيح، مترابطات من الغسق المستشري بأدوات الحياة و ديمومة السلام الروحي، مستلزمات التواصل الحسي يتأرجح بريقها بين اللمعان لفترة والخفوت لفترات، قد تجدني أميز الأسوأ، وهذا صحيح فهو سارية العلم المرفرفة فوق أوجاع العمر، وتحسبات الزمن، ومراوحات الممكن و اللا ممكن، أغلب من يعيش على ظهر البسيطة يعاني أكثر مما يفرح، فإن فرح مرة، عانى مرتين، وتلكم مسيرة الحياة عند غالبية من يملكون الوعي، وينشدون النهار.

نرجع لنظريات النقد ورسمياتها وتمحوراتها حول عدة نظريات في ظني البسيط أنّ أهمها هي البنيوية، حيث البناء العام ومنه تتخرج التفكيكية والتشريحية وغيرها من النظريات، وأرى بأنّ البنيوية هي البنية الأساس لكل النظريات، فمنها وعنها و لها وعليها تبرز بقية النظريات التطبيقية المطبقة في تطبيقات النقد، لأن أي عمل (أيا" كان) يستلزم وجود بنية هي القاعدة الأساسية التي يقوم عليها هذا العمل، وفي هذه الأثناء سأفترض أن الإنسان كحالة مستثناة عن بقية الحالات الطبيعية هو مرتكز بالأساس على بنية (جسدية/ عقلية) متواءمة مع ما حولها، حيث منذ بزوع بنية الإنسان يدخل في إرهاصات معينة متداخلة (لغة/ دين/ عادات/ حالة جسدية/ حالة عقلية... إلخ)

حتى على صعيد كتابة المقال، ليس كل مقال يستطيع تقديم الحد الأدنى من الفكرة أو الرأي المطلوب (لاحظ أني حددت الحد الأدنى) إذ ليس مطلوبا" أن اقنع القارئ بملاحظات أو أفكار أو حتى قيم ليست بحسبان القارئ، بنفس الوقت عليّ أن أحرك مشاعره وأشغل ذكاءه وأشعل جذوة التفكير فيه، فالمكتوب مقال وليس خطبة سياسية تشتعل نارها ثم تنطفئ!

alzmi1969@