ولاية بلا والي!

علي بن سالم كفيتان

يُقال إنَّ الوالي هو رسول الحاكم إلى الرَّعية؛ فهو من يتولى شؤون مجموعة من الناس على رُقعة جغرافية معلومة بما يُرضِي الله، ويحفظ النظام، وبهذا نشأ نظام الولايات في وطننا العزيز؛ فلا تكاد محافظة تخلو من ولايات، وبدورها هذه الولايات تتبع لها نيابات حسب نظام الحكم المحلي في السلطنة، لكننا اليوم أمام حدثٍ استثنائيٍّ؛ فالولاية موجودة وتُمثِّل ثقلا سكانيًّا كبيرًا، لكنها بلا والي، رغم أنَّ لها نيابات؛ فمن الذي يُدير ولاية صلالة ونياباتها الست وجيوبها الإدارية؟!!

هذا التساؤل أصبحَ مشروعًا في ظلِّ الأهمية الكبيرة لحاضرة الجنوب (صلالة)، وعاصمة المصايف العربية، ومسقط رأس جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- فكيف يخلُو الهيكل التنظيمي لمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار من وَضْع والٍ لولاية قائمة؟ ويسُود اعتقادٌ بأنَّ هذا الفراغ ولَّد بعض الثغرات الإدارية وخلق الكثير من اللغط؛ فالولاية بها الكثير من المصالح، وتقدِّم عددًا من الخدمات الحيوية، ولا يخفى على أحد أهمية الأرض والطبيعة والإنسان في هذه الولاية العريقة؛ فقيمة الأرض مُضَاعفة والأهمية الطبيعية والسياحية والثقل السكاني هو الأهم في ظفار؛ فكيف تُترك الولاية بلا والي؟

ففي ظل هذا الموقف، ولاية صلالة لا تُشارك بفعالية ضمن المناشط الثقافية أو الرياضية أو حتى السياحية إلا من خلال فرق شعبية باهتة، وجمعيات تمَّ إنهاكها ورجال أعمال يتم انتقاؤهم بعناية لحضور المنتديات والملتقيات التجارية والسياحية...وغيرها، إنَّ ذلك الأمر بات يحتِّم إعادة النظر في تعيين والٍ لولاية صلالة يُشرف على أنشطتها، ويزور نياباتها، ويهتم بمشاريعها التنموية في ظلِّ عظم الواجبات والاختصاصات التي تقع على كاهل المحافظ ونائبه.

وليس من المَنطقي أنْ تتبع نيابات بها نواب ولاة إلى سلطة مدير عام مثلاً، ومن جانب آخر فلا يمكن اختزال والي صلالة وإذابته في مهام نائب محافظ ظفار، في ظل تمتُّع كل ولاية في السلطنة بوالٍ يُدير شؤونها المحلية؛ فما هي المصلحة من إبقاء هذا الوضع طوال السنوات الماضية على هذا الشكل؟ ربما هُناك جوانب ليست مرئية لنا تبرِّر ذلك الاستثناء من القاعدة، وهنا بإمكان الجهة المعنية وعبر لجانها المعنية مخاطبة الرأي العام والرد على الاستفسارات التي ترد عبر قنوات الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، فبتوضيح هذا الشأن بجلاء للمجتمع، سوف نكون سعداء إذا كان السبب وجيهاً ويصبُّ في مصلحة المواطن والمقيم بهذه الولاية الجميلة.

طَرْح هذه التساؤل لا يعنِي بأي حال التقليل من الواجبات الكبيرة التي يقُوم بها مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، لكننا نرى أنَّ حاضرة الجنوب ودُرَّة التاج العُماني يحق لها والٍ مثل بقية ولايات وحواضر عُماننا الغالية.