كرة السلة..المنتخبات الوطنية بعيدة عن حيز التصنيف.. و"الاتحاد" يطلب مهلة 10 سنوات

 

 

الرؤية - وليد الخفيف

تخلو سجلَّات الاتحاد العماني لكرة السلة من الإنجازات، رغم بدء مُمارسة اللعبة في أربعينيات القرن الماضي، من خلال المدرسة السعيدية، التي كانت الحاضنة الأولى للعبة؛ إذ انطلقت منها للأندية المجاورة؛ مثل: الأهلي ومطرح، حتى أضحى انتشارها واقعا ملموسا يحظى بالشعبية.

ولم يشفع إشهار الاتحاد العماني لكرة السلة، وانضمامه للاتحاديْن الآسيوي والدولي في الثمانينيات لتحقيق أي نجاح ملحوظ يضمن تواجده على خارطة اللعبة، أو ظهور ممثليه في المسابقات الآسيوية أو الأولمبية أو العالمية؛ فالمنتخبات الوطنية لم تدخل حيز التصنيف مع 165 دولة مصنفة حتى الآن، واختزلت مشاركتها على المستوى الخليجي.

الإنجازات التي يُسمِّيها المجلس الحالي لاتحاد السلة، تتمثل في: حصول منتخب الناشئين على المركز الثالث في بطولة الناشئين لمنتخبات دول مجلس التعاون، التي أقيمت في مملكة البحرين 2013م، وحصول المنتخب نفسه على نفس المركز في نسخة 2014 في البحرين أيضا؛ فالسنوات الطوال من العمل الفني والإداري الذي أنفقت عليه موازنات ودعم الحكومة المتزايد، تزامنا مع مواصلة العمل في مشروعات البنية الأساسية المتسارعة، والتعديلات في الأنظمة الأساسية وتحول الاتحادات من مجالس معينة إلى منتخبة تحظى بالاستقلالية التامة؛ فتلك الخطوة التي كانت السلطنة سبَّاقة في تطبيقها لم تُثمِر سوى عن السطرين الزهيدين أعلاه.

رئيس اتحاد السلة، اعتبر أن تقليص الفارق في الخسائر على المستوى الخليجي نجاح مقدر، مُعرِبا رضاه عن أدائه وأداء المجلس، وواصافا ما تحقق بالنقلة النوعية، مُحمِّلا جهات أخرى مسؤولية تردي أوضاع اللعبة؛ مثل: قلة الدعم، وعدم تعاون الأندية، وغياب الدور الإعلامي.. رئيس الاتحاد لم يعرض خطة إنقاذ واضحة المعالم، بل تطرق لحديث تقليدي عن مساعي رامية للاهتمام بالمراحل السنية؛ لذا فقد كشف أنه بحاجة لـ10 سنوات أخرى لتحقيق تطلعاته!

وعندما خاطب رئيس الاتحاد، في العام 2016، الجمعية العمومية، مُعلنا رغبته في الترشح لفترة ثانية، وعد بمواصلة العمل لتطوير اللعبة والارتقاء بها على كافة الأصعدة والجوانب الفنية والإدارية والتسويقية، والعمل على تعزيز أسس وقواعد النهوض بهذه الرياضة وزيادة شعبيتها بين أطياف وفئات المجتمع المختلفة، والسعي لاستقطاب أكبر عدد من أندية السلطنة للمشاركة في المسابقات المختلفة التي ينظمها الاتحاد، غير أن الواقع عكس مستوى تراجع شعبية اللعبة وقلة عدد الأندية المشاركة في مسابقات الاتحاد ومناشطه، فضلا على عجز الاتحاد عن تحقيق أي عوائد تسويقية.

الاتحاد لم يحقق أي عائد تسويقي سوى في فترة رئاسة المهندس حبيب مكي، عندما وقع شراكة تسويقية مع شركة سامسونج، والتي سُمِّي الدوري باسمها في تلك الفترة، ولم يتمكن الاتحاد الحالي من تجديد الشراكة أو توقيع شراكات جديدة، ليعتمد شكلا وموضعا على الدعم الحكومي كمصدر وحيد للميزانية.

ومع آخر مشاركة للمنتخب الأول في البطولة الخليجية قبل عام، وبعد عودته محملا بخسائر قاسية، لم يجمتع مجددا؛ وبالتالي انتهت عقود الأجهزة الفنية والتي لا تتجاوز الشهرين، ولم يسعَ الاتحاد عبر لجانه لوضع التدابير التي تضع حدًّا لمسلسل الخسائر على المستوى الخليجي على أقل تقدير، بل يعتزم الاتحاد عدم المشاركة في البطولة الخليجية القادمة حكلٍّ إستراتيجي للأزمة. ويفرض الاتحاد الآسيوي على نظيره العماني ضرورة المشاركة في التصفيات المزودجة المؤهلة لنهائيات آسيا ولكأس العالم، غير أنه لم ينجح في تجاوز مرحلة التصفيات النسخة الماضية رغم وقوعه في مجموعة خيليجة؛ الأمر الذي بدَّد مساعيه في التواجد في النهائيات التي تمنحه حق التصنيف مع المنتخبات المتواجدة على خارطة اللعبة الشعبية الثانية في العالم.

ومنذ سنوات، يعاني ملف المسابقات من مُخرجات ضعيفة لا يمكنها مجابهة المنافس الخارجي، نظرا لضعف مردودها الفني وغياب سبل التطوير الواقعي على مدار سنوات، فضلا عن قصر أمدها الزمني، فالنسخة الماضية شهدت مشاركة 6 أندية فقط من بين الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد، ويبدو أنَّ الزيارات التي قام بها مجلس الإدارة للأندية، واعتبرها حلا لإقناعهم بالمشاركة لم تؤت أُوكلها؛ فالأندية باتت بحاجة لحوافز أخرى تتمثل في تقديم دعم مادي ولوجستي بما يضمن لها الإنفاق على جانب من موازناتها دون عثرات.

وتبدو أن موازنة الاتحاد المقدرة بـ312 ألف ريال يُنفق مُعظمها على الجانب الإداري والتشغيلي، متجاوزة بذلك بنود الإنفاق على الجانب الفني؛ الأمر الذي يطرح التساؤل حول آليات اعتمادها هي وغيرها من الموازنات من قبل المسؤول عن ذلك الملف بوزارة الشؤون الرياضية.

ورغم ابتعاد منتخباتنا الوطنية عن الظهور في الاستحاقات العربية والآسيوية والعالمية، إلا أنَّ الحضور المنتظم كان العلامة الفارقة في الاجتماعات والملتقيات الخارجية، التي يكون في الغالب جدول أعمالها بعيدا عن اهتمامات اتحاد السلة، مما يضع علامات استفهام حول جدوى تخصيص بنود مالية لهذا الغرض، تزامنا مع تقليص الإنفاق على الملفات الفنية التي تعد أولوية عمل الاتحاد، فبعد المشاركة السلبية لمنتخب الشباب في البطولة التي أقيمت في البحرين وتحقيق فوز وحيد جاء على الإمارات 62-56، مقابل أربع خسائر من السعودية 57-74، وقطر 66-57، والبحرين 123-53، والكويت 43-69، انطلق الرئيس وأمين السر من المنامة نحو الصين التي تستضيف كأس العالم من أجل المشاركة في اجتماع تبدو توصياته وقراراته لا تعني الاتحاد العماني بشيء.

ورغم أنين ألم مجلس إدارة اتحاد السلة من ضعف الإمكانات المادية، وقلة الدعم في كل مناسبة، لا سيما عقب الإخفاق، إلا أنَّهم يتمسكون بالبقاء في مناصبهم لأطول فترة ممكنة، ولا يعتزم أحدهم إفساح المجال لجيل جديد قد يحمل مشاعل النور للعبة تعيش في ظلام دامس.

تعليق عبر الفيس بوك