"CNN" تكشف قائمة المدن المهددة بانفجار فقاعة عقارية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت شبكة "سي إن إن بيزنس" الأمريكية إنه على الرغم من أن فوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تساعد في تقليص فقاعة العقارات في لندن من خلال تقويض مكانة المدينة كعاصمة مالية، إلا أن أسعار الفائدة المنخفضة القياسية تدفع الأسعار في مدن أوروبية أخرى إلى مستويات مرتفعة بشكل خطير.

وأضافت أن هناك خطر أكبر لحدوث فقاعة عقارية في مدينة ميونيخ الألمانية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن المحللين في بنك UBS السويسري، كما إن أمستردام ليست بعيدة عن ذلك الخطر، في حين انتقلت باريس وفرانكفورت- مقر البنك المركزي الأوروبي- إلى "منطقة مخاطر الفقاعة"، مما يعني أن الأسعار قد تنخفض فجأة بعد ارتفاعها المستمر لسنوات.

ووفقا للتقرير، فإن هونج كونج بجانب تورونتو وفانكوفر الكنديتان تقع أيضا في محيط الفقاعة.

والآن في عامه الخامس، يحلل مؤشر "يو بي إس للفقاعات العقارية" أسعار العقارات السكنية في 24 مدينة رئيسية حول العالم، من خلال دراسة الاتجاهات في العلاقات بين الأسعار والدخل وتكاليف الإيجار والنمو الاقتصادي ونشاط البناء.

الأسعار ترتفع في فرانكفورت

وأضرت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأووربي بمكانة لندن كمدينة جاذبة للاستثمار وجعل المدن العالمية الكبرى الأخرى أكثر جاذبية نسبيًا، والتي تستقطب الشركات والمهنيين ممن يساورهم القلق بشأن خروج المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، أسهمت أسعار الفائدة المنخفضة بدور أكبر في تعزيز التقييمات العقارية في بلدان اليورو، كما قال ماتياس هولزي أحد معدي تقرير البنك في تصريحات لـ"سي إن إن بيزنس".

وقال هولزي، وهو رئيس الاستثمارات العقارية السويسرية في UBS: "في حين لا يتوقع حدوث زيادة في الأسعار، وهي حافز نموذجي لتصحيح سوق الإسكان، في أي وقت قريب، فإن النمو الاقتصادي الضعيف في المنطقة سيجعل الأمور هشة".

ودفع البنك المركزي الأوروبي في سبتمبر أسعار الفائدة إلى عمق المنطقة السلبية وأعلن عن حزمة تحفيز جديدة لتعزيز النمو الاقتصادي المتراجع. لكن السياسة النقدية الفضفاضة لم تفعل الكثير لتعزيز الاقتراض والإنفاق من جانب الشركات والمستهلكين. وبدلاً من ذلك، استفاد مالكو الأصول المالية؛ حيث اقترضوا بكثافة بتكاليف منخفضة للغاية لصرف الأموال في الممتلكات أو الأسهم في البحث عن عوائد أفضل.

وباستثناء ميلان، أظهرت المدن في أوروبا أقوى نمو في الأسعار في أي مسح تم إجراؤه على مدار العام الماضي، وفقًا لما ذكره UBS.

ووجد التقرير أن ميونيخ كانت أكثر عرضة لخطر انفجار فقاعة عقارية، في حين كانت فرانكفورت المدينة الوحيدة التي شهدت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة مئوية مزدوجة، والتي كانت شائعة على مستوى العالم في السنوات السابقة. وقال هولزي إن فرانكفورت "رخيصة للغاية مقارنة بلندن ومدن أخرى".

وعلى الرغم من أن نشاط البناء في فرانكفورت سجل رقماً قياسياً في عام 2017، فقد فاق النمو السكاني المعروض الجديد، مما أدى إلى ارتفاع بنسبة 80% في نمو الأسعار الحقيقي خلال العقد الماضي، وفقًا للتقرير.

وعلى النقيض من ذلك، انخفضت الأسعار بأكثر من 5% عن العام السابق في كل من سيدني (استراليا) وفانكوفر (كندا) ودبي (الإمارات)، مدفوعة جزئياً باللوائح، مثل الضرائب المفروضة على المشترين الأجانب والرسوم المفروضة على مالكي العقارات الذين يتركون العقارات شاغرة.

وأضاف التقرير أن هذا يعزى جزئياً إلى انخفاض القدرة على تحمل التكاليف، الأمر الذي يشكل أحد أكبر المخاطر على قيم العقارات في المراكز الحضرية.

ولا تزال لندن "غير ميسورة التكلفة" رغم مخاطر الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال هولزي إن "خروج بريطانيا"، الذي أثار حالة من عدم اليقين بشأن مكانة المدينة المستقبلية في أوروبا، قد أثر على أسعار العقارات في لندن.

وفي وقت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات فقط، كانت لندن أكثر مدن أوروبا "باهظة التكاليف" بعد ارتفاع الأسعار بنسبة 50% بين عامي 2012 و2016.

وعلى الرغم من انخفاض الأسعار بنسبة 10% عن ذروتها في عام 2016، فإن سوق الإسكان في المدينة لا يزال مبالغًا فيه. ويقول التقرير إنه "على الرغم من الانخفاض الأخير في الأسعار، يحتاج الموظف الذي يتمتع بمهارات عالية إلى العمل لمدة 14 عامًا لشراء شقة مساحتها 60 مترًا مربعًا بالقرب من وسط المدينة".

وقال هولزي: "إذا اختفى عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فسوف يعود الطلب الخارجي".

تعليق عبر الفيس بوك