يتركان طفليهما على قارعة الطريق من أجل "الاستراحة"!

ترجمة- رناعبد الحكيم

لا ينكر أحد أن مشاعر وتجارب الأبوة والأمومة من الممكن أن تضغط على المرء في بعض الأحيان، لكن على الآباء أن يمتصا ذلك الضغط ويلقياه بعيدا.. غير أن زوجين أوكرانيين، لم يفعلا ذلك، فقد قررا الخلود إلى استراحة من أطفالهما من خلال التخلي عنهما على جانب طريق بالقرب من مخيم للمشردين.

وكان أندري البالغ من العمر 3 أعوام، وشقيقه الأصغر ماكسيم البالغ من العمر عامين، يعيشان لمدة أسبوع مع المشردين والسكارى في زابوروجي في جنوب أوكرانيا، بعد أن هجرهم والديهم وتركاهما على جانب الطريق بذريعة ذهابهم لشراء بعض الطعام. وُضع الطفلان تحت رعاية مجموعة من الغرباء لبضع دقائق، لكن والديهما لم يعودا لمدة أسبوع، وربما كانا قد استغرقا وقتًا أطول لاسترداد أطفالهما إذا لم يتصل أحد بالشرطة. فعندما سُئلا لماذا تركا طفليهما، قال الزوجان الشابان إنهما يشعران بالتعب ويحتاجان إلى الراحة.

وقال أحد الأشخاص في مخيم المشردين: "جاء زوجان وطلبا منا أن نعتني بطفليهما". وأضاف "الطفلان كانا عراة تماماً وحفاة. وقال الوالدان إنهما سيذهبان إلى متجر لشراء بعض الطعام ويعودان في غضون بضع دقائق، ثم غادرا ولم يعودا أبدًا".

وبدأ المشردون في المخيم بمشاركة كل ما لديهم من طعام مع الولدين، لكن كان هناك الكثير مما يمكنهم فعله لرعايتهما. لقد راقبوهما للتأكد من أنهما لن يؤذيا أنفسهما، لكن الطفلين عبثا بالقمامة وشربا المياه من نهر قريب وأصبحا متسخين للغاية.

وأخيراً تم إنقاذ أندريه وماكسيم بعد استدعاء أحد المارة للشرطة؛ حيث كانت فتاة تدعى أولينا تاشيفسكا تسير على طول نهر دنيبر بحثًا عن مكان جيد للاسترخاء تحت آشعة الشمس، وعندما لاحظت الطفلان يلعبان حول معسكر المشردين، أصابتها الصدمة واتصلت بالشرطة على الفور.

وفي المستشفى، اكتشف الأطباء أن الشقيقان مصابان بالتهابات فيروسية وسوء تغذية، وكانا ضعفاء للغاية وبالكاد قادرين على المشي، لكنهما كانا يعرفان أسمائهما وأعمارهما. ومن المثير للاهتمام، أنهم لم يسألا أبدًا عن والديهما أثناء وجودهما تحت الرعاية بالمستشفى.

وفي نهاية المطاف تمكنت الشرطة من تعقب والديهما، بوزينا سينيتشكا البالغة من العمر 20 عامًا وفولوديمير زايتسيف، 25 عامًا. وعندما سئلا عن دوافع التخلي عن أطفالهما، قال الزوجان، اللذين يكسبان عيشهما بجمع وبيع الخردة المعدنية، أنهما شعرا بالتعب الشديد بعد الاعتناء بهما ويحتاجان إلى بعض الراحة.

وتم فتح تحقيق في هذه القضية، ويواجه الوالدان الحرمان من حقوق الأبوة إضافة إلى عقوبة 5 سنوات في السجن لإهمالهما واجباتهما. وتم نقل الطفلين إلى دار للأيتام إلى أن يفصل القضاء في القضية.

تعليق عبر الفيس بوك