في إطار خطط "البحث العلمي" لتحفيز الابتكار واستقطاب المواهب الشابة

"عمان للموارد الوراثية" يحتفي بالمشاريع الفائزة في "ماراثون الأفكار للتنوع الأحيائي"

...
...
...
...
...
...

 

< تدشين التطبيق الإلكتروني "تجميع" لتوثيق وصون كنوز التنوع الأحيائي

 

الرؤية - مريم البادية

رَعَى سَعَادة الدُّكتور سُعود بن حمود الحبسي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية، حفلَ تكريم المشاريع الابتكارية الفائزة في ماراثون الافكار للتنوع الأحيائي "منافع 2019"، والذي أطلقه مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي، وأقيم الحفل في معهد عمان للنفط والغاز بمجمع الابتكار مسقط بالخوض، وبحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمسؤولين والفرق المشاركة.

واختارتْ اللجنة 4 مشاريع؛ وهي: مشروع "نييم لاين"؛ وهو عبارة عن إنتاج الزيت من بذور شجرة النيم المعروفة محليًّا بشجرة الشريش، والذي يستخدم في العديد من التطبيقات؛ أهمها: صناعة المواد التجميلية ومكافحة الحشرات. كما أنَّ مُخلفات البذور يُعاد تصنيعها في الأعلاف الحيوانية وأيضا في الأسمدة العضوية. وقالتْ مروة البلوشية عضوة الفريق: سعيدة جدا بهذا الإنجاز؛ حيث استطعنا تجميع الافكار واستخلاصها لاستخراج فكرة في 48 ساعة فقط؛ لذا سنواصل التدريب مع الحاضنة العلمية التابعة لمركز البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس، وذلك لمدة 6 أشهر لتقوية الفكرة والاستعداد للدخول في سوق العمل.

وكذلك "مشروع الميسم"؛ وهو مشروع إنتاج سائل غسيل ثياب طبيعي من إحدى الأشجار البرية في السلطنة، وقال عبدالملك بن هاشم أحد أعضاء الفريق: إنَّ شعورنا لا يُوصف بهذا الفوز واختيارنا كإحدى الشركات الفائزة، ونطمح بعد ذلك للخروج من النموذج الأولي للمشروع، والمنافسة به في الأسواق. كما فاز مشروع "بالامدف"، وهو مشروع إنتاج الألواح خشبية "إم.دي.إف" من مخلفات النخيل. وقالت أفنان البداعية عضوة الفريق: "فخُورة جدًّا بهذا التتويج، وعلى أمل أن تحتضننا الشركات المعنية لإدخال المنتج إلى السوق". أما المشروع الرابع، فهو "مشروع منّة"، ويعمل على تصنيع أكياس شاي من نبات الخيار المر، كمكملات غذائية مفيدة لمرضى السكري. وقالت شريفة الجلندانية عضوة الفريق: "نسعى بعد هذا الانجاز إلى تحويل المنتج بأشكال مختلفة؛ بحيث تكون سهلة الاستخدام، وكذلك إدخال منتجات أخرى لمعالجة الأمراض المنتشرة".

من جهته، قال عبدالله بن علي الرواحي نائب المدير التنفيذي لمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، في كلمة الحفل، إنَّ الهدفَ من ماراثون منافع لأفكار التنوع الأحيائي يتمثل في تحفيز الابتكار والتطوير، وتشجيع رأس المال البشري في السلطنة، واستقطاب المواهب الشابة للمشاركة في مجال الموارد الوراثية الفريد، إضافة لتنمية المهارات من خلال تبادل المعارف. وأضاف: "نُؤمن بأن برنامج منافع يمثل منصة مميزة، ليس هدفها فقط في إيجاد قيمة مضافة من الموارد الوراثية فحسب، وإنما اكتشاف رواد أعمال ناجحين يتنافسون لابتكار منتجات صديقة للبيئة تستفيد من الثروة الطبيعية للسلطنة من أجل استمرارها وصونها من الانقراض". وأكد أنَّ الماراثون يستهدف أن تصبح السلطنة مركزا تتحوَّل فيه الأفكار والابتكارات العلمية العظيمة إلى منتجات وخدمات حيوية قابلة للتطبيق تجاريا؛ وبالتالي تتأسس شركات صغيرة ومتوسطة تنافس المنتجات العالمية.

وبيَّن الرواحي أنه تم تطوير برنامج "منافع" في نسخة 2019؛ حيث تمَّ التعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة في مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا؛ بُغية احتضان الفرق الفائزة، مضيفا أنه سيتم من خلالها تطوير المنتج ورفع المستوى المعرفي لأعضاء الفريق تجاريا، وكذلك التعاون مع "تحدي عمان" عبر منح دورة تدريبية لمدة 3 أيام لصقل مواهب أصحاب الأفكار الفائزة. وقال الرواحي إنَّ المميز في هذه النسخة أنه سيتم تقديم منحة مالية لكل فريق كي يستفيد منها في تطوير المنتج الأولي ولتغطية بعض المصروفات الأخرى كتسجيل الملكية الفكرية للمنتج.

وتضمَّن الحفل تدشين تطبيق "تجميع"، الذي يهدف لتوثيق وصون كنوز التنوع الأحيائي للسلطنة؛ من خلال إتاحة الفرصة أمام الجميع لتوثيق ومشاركة مشاهدات الكائنات، وتوفير محرك بحث للأنواع المحلية الحية، واستكشاف المكنونات المذهلة للبيئة المحيطة بها. وأوضح أنَّ التطبيق يتيح رفع صور لنباتات، وحيوانات، وأحياء مائية...وغيرها من الكائنات العمانية، على أنْ يتم تصنفها حسب الاسم المحلي، والاسم العلمي، والبيئة التي تعيش فيها، وتحديد مكانها باستخدام نظام المواقع العالمي "جي.بي.إس"، والادلاء بمعلومات وصفية عن هذه الصور. وتابع أنَّ الصور والمعلومات الوصفية المتعلقة بها ويتم رفعها، سيتم التدقيق عليها من قبل متخصِّصين قبل أن تكون متوفرة في قاعدة بيانات التطبيق، مشيرا إلى أنَّه ومع تطبيق "تجميع" يُمكن للجميع استكشاف الكائنات الحية المحيطة، والبحث عنها في قادة البيانات المتوفرة ضمن التطبيق، وهذا التطبيق أيضاً يوفر منصة للإبلاغ عن نفوق الحيوانات من أجل مساعدة الجهات المختصة في التقصي والتوثيق. وأكد الرواحي أن استخدام الأفراد لتطبيق "تجميع" يُسهم بشكل فعلي في إنشاء قاعدة بيانات عن التنوع الأحيائي للسلطنة؛ الأمر الذي سيُساعد صانعي القرار على رسم سياسات صون هذه الموارد، والباحثين والمتخصصين في بحوثهم، كما سيُسهم بشكل فعَّال في تثقيف المجتمع المحلي والطلاب عن الطبيعة التي تتميز بها السلطنة.

وأبرزت الفرق المشاركة عبر مقابلات الاختيار أهمية الموارد الوراثية كأساس لنجاح الأعمال؛ حيث يهدفُ برنامج "منافع" أساسا لمساعدة المواهب العمانية لتطوير الأعمال القائمة على الموارد الوراثية المختلفة؛ حيث توفِّر ثروات الموارد الوراثية فرصًا للشباب لتأسيس الأعمال التجارية، وتوفير وظائف دائمة ومجزية في مجالات مختلفة؛ مثل: صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل العضوية والغذاء والهندسة البيئية والطاقة البديلة والسياحة البيئية، ومن خلال "منافع" سيتم إنشاء مؤسسات اقتصادية معرفية ناجحة تهتم بالمحافظة على البيئة وتفتح أعين العديد من المبتكرين ورواد الأعمال على الإمكانات الغنية غير المستغلة التي تتمتع بها موارد السلطنة الوراثية.

واشتملَ ماراثون أفكار التنوع الأحيائي "منافع" على وجود مجموعة متنوعة من الموجهين والمرشدين المتخصصين في مجال توجيه الأفكار، وبناء القدرات، وتحويل المنتج إلى فكرة، والتتجير والتسويق والعرض على المستهلك، بمشاركة فئات متخصصة في هذا المجال من أصحاب المشاريع ورواد الأعمال والمتخصصين الذين نقلوا خلاصة تجاربهم في مجالاتهم إلى الطلاب لنشر المعرفة البحثية ونقل التجارب المفيدة للشباب المشاركين.

تعليق عبر الفيس بوك