نصَّـــــــان

 

عبد السلام سنان | ليبيا

 

  1.  دغدغة أول النخب

أيلول الشريد، تبعثر على حافّةِ جسدٍ خُرافي، سدَّ ذرائع شرسة الانحناء، كم من ميْلةٍ سالت على أودي الجائر فأقامته، وذاب شمع الزغب النافر، على ركحِ الرجف الغنوج، لغة رخامية تنضحُ من فسيفساء بلّورية الشبق، نزِقٌ نهد الضوء الراسخ، عذراء بفمٍ أبنوسي، مخروطي اللثم، نذرت طُهرها لنزاهةِ النبيذ، حين فضّتْ الشمس بكارة الغيم، سال دمُ الشهوة وثملتُ أنا حتى آخر الصحو، كالصباحات الفارهة.. بهجة ملامح الروح في أوْجِ البراءة، نقاءٌ أبدي كموسيقى الماء، تنساب على مهلِ اوبراليُ الغناء، كقديسةٍ تتوسّدُ فردوس الشتاء، وأنا أتأبطُ قدري، أحملُ أوزاري وحفنةً من رمادِ الانتظار، وخبايا تقيّحتْ نُدبًا كحصى الدروب المتحشرجة، شاحبًا.. كنايٍ أعياهُ النحيب، درويشٌ يعاقر نبيذ الحبر، بين أصابعي تتشظّى لعنة الهذيان.

***

  1.  كوساوسِ عرّافةٍ

كوساوسِ عرّافةٍ موغلة في ريحِ الندم، لها ملامح الانكسار، محشوّة بأغبرةِ الفلاة، ذات قيلولةٍ قايضة، تبتلعُ حشرجة الظمأ، جفَّ حلقها من الرمضاء، وبخور المجامر تلامسُ زوايا الحيطان الباردة، سيقان الشوك نافرة من حقلِ صبّارٍ أنكأهُ العطش، بائسٍ غراب الفجيعة، متحفّز على شاهدِ قبر السلطان، حين سقطت قلاع الباب العالي، تهاوت أركان القصر، ينعقُ البوم على رمادِ الاحتراق بالحسرةِ على الماضي العجيف، يُسْمعُ بلدةً ميّتةً، أفقدها الخراب تاريخها المزركش بالوهمِ، لا يترفّق بها الصراخ السديم، يقتفيها الشرود المتعاظم والتيه في أغوارِ سرياليةِ الكبرياء، نعاسٌ مرتبك على مملكة الظِلال وأهداب لغة متلعثمة، أثملتها أقداح نبيذ شتائي وامرأة خلاسية الوشم، تمدُّ ضفيرتها على نوافذ الغيم، تشرقُ فوق ثغرها شامة حنطية، تبرقُ في سماء الحسن، كأنها غانية أندلسية، قصيدة أيروتيكية الشبق، توحّدَ في روحها شاعرٌ حصيف.

تعليق عبر الفيس بوك