لمَن لا يعلم.. أهمية استدعاء المركبات

 

 

ناصر بن سلطان العموري

 

تُعتبر الحوادث المرورية واحدًا من أكبر أسباب الوفيات على المستوى العالمي، وما من إنسانٍ إلا وقد فقد قريبًا أو عزيزاً جرَّاء حادث سير، والأسباب والمسببات هنا عديدة ومتعددة؛ فقد تكون نتيجة مُشكلة في المركبة -سواء كانت في الصيانة أو التصنيع- ومع الزيادة الهائلة لأعداد المركبات التي تنتجها المصانع في مختلف أنحاء العالم، زاد اهتمام الدول المتقدمة بمقاييس الجودة والسلامة المرورية على الطرقات، واهتمت بمُراقبة عمليات الاستدعاء التي تتمُّ لعلاج العيوب المصنعية، وقد أولت الهيئة العامة لحماية المستهلك لهذا الجانب أهمية كبيرة؛ فقد حرصتْ على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في حملات الاستدعاء ومُتابعتها بشكل فاعل؛ من خلال معرفة ما يتمُّ من عمليات الاستدعاء حول العالم؛ سواء بالاشتراك في المواقع العالمية المتخصصة، أو التعاون مع الجهات المعنية كهيئة التقييس الخليجية والمنظمة العالمية للمستهلكين، بل ونتيجة ما لهذا الأمر من أهمية؛ فقد أُنشِئت دائرة تُعنى بالاستدعاءات ومتابعتها عالميًّا وإقليميًّا، ومتابعة ما يُنشر من إعلانات في الصحف المحلية من قبل وكالات السيارات.

وتكمُن أهميَّة التوعية بموضوع استدعاء السيارات للمستهلكين، وتكثيف الجهود في هذا الجانب، نظرًا للفوائد الجمَّة التي ستصبُّ في صالح الجميع؛ بدءًا بسلامة المستهلك نفسه، وانتهاءً بالاقتصاد المحلي للبلد، والملاحَظ هُنا أنَّ المستهلك قد لا يعلم ما الخلل الموجود في مركبته إلا بعد وقوع حادث له؛ لذا فإنَّ الوقاية المسبقة خيرٌ من الانتظار الذي قد يُكلّف الكثير، وهذا لا يأتي إلا من خلال توعية المستهلك وتثقيفه عبر وسائل الإعلام.

والهيئة العامة لحماية المستهلك تقُوم باستدعاء السيارات بالتعاون مع وكالات السيارات تفاديًا للمشكلات التي قد تحصل، أو الحوادث التي قد تتعرض لها المركبات على الطرقات وسلامةً لمستعملي المركبات وأرواحهم ومركباتهم، واستدعاء هذه السيارات يتمُّ لتفادي العيوب المصنعية التي تكون موجودة عادة في السيارات أثناء التصنيع؛ فيتم ذلك بالتعاون مع الوكالات التابعة لها؛ إما لإصلاح الجزء المتضرر أو تغييره في حال كان يستوجب التغيير.

وعادةً، يتمُّ اكتشاف الخلل في المركبات من قبل المُصنِّع الذي يستمر بإجراء التجارب على السيّارة وملاحظتها، بعد أن يتم بيعها، كما يتم الرجوع لملاحظات المستهلكين الذين يقدِّمون ملاحظاتهم للشركة بالمعلومات والآراء على شكل شكاوى للشركة المُصنِّعة، مؤكدًا أنَّ الأهمية الكبرى لاستدعاء المركبات تكمن في الحفاظ على سلامة الركاب وتجنيبهم المخاطر، وبناء الثقة والمصداقية مع المستهلك على المدى الطويل والحفاظ على سمعة الشركة.

وعلى الرَّغم من النشر المستمر لإعلانات استدعاء المركبات في الصحف المحلية، تَلَاحَظ عدم اهتمام وتجاوب شريحة كبيرة من المستهلكين مع هذه الإعلانات، على الرغم من أهميتها؛ فالتجاهل وعدم الاهتمام غير مبرر إطلاقًا، لاسيما وأنَّ الأمر يتعلق بسلامة قائد المركبة ومرتادي الطريق، وهذا ما تمت ملاحظته نتيجة الأعداد القليلة التي تفد لوكالات السيارات، وتتجاوب مع الإعلانات المنشورة رغم مجانية الفحص، وتغيير القطعة المتضررة، ويا حبذا هنا لو يكون هناك دور فعَّال لشرطة عُمان السلطانية في هذا المجال؛ من ناحية إشعار المواطن عند تجديد مركبته بضرورة مُراجعة وكالات السيارات متى ما كان نوع مركبته من ضِمن الإعلانات المنشورة لاستدعاء السيارات.

عزيزي المواطن، بادر بزيارة الوكالة الخاصة بمركبتك متى ما كانت مركبتك من ضمن إعلانات استدعاء المركبات.. لسلامتك وسلامة من معك، فقط تأكد واطمئن.