"اتحاد السباحة" ليس وحده مخفقًا

أحمد السلماني

وجَّه الإعلامُ الرياضيُّ انتقادات كبيرة للاتحاد العماني للسباحة، ورئيس مجلس إدارته تحديدا، بعد الأداء المتراجع لسبَّاحينا، خاصة في البطولة الخليجية للناشئين؛ حيث جاءَ مُنتخبنا متذيلا سلم ترتيب الميداليات، مع فارق عددي كبير جدا بينه وباقي المنتخبات، لنشهد في الوسط الرياضي ردة فعل عنيفة.

وأطلقَ طيفٌ من الجمهور وسمًا على موقع التواصل الإجتماعي حول نفس الموضوع، تُطالب برحيل واستقالة رئيس الاتحاد، الذي هو نفسه رئيس الاتحاد العربي للسباحة، وأيضا أمينا عاما للجنة الأولمبية العمانية؛ فيما بدا لهم أنهم يتعاملون مع شخصية فريدة من نوعها، قادرة على العمل في أكثر من اتحاد، وتبوًّء أكثر من منصب في آن واحد!!

نعم، نتفق جميعا أنَّ رياضة السباحة لدينا تراجعت كثيرا رغم أنها لم تختزل يوما تاريخا كبيرا سوى على المستوى الإقليمي، وأنَّ النتائج التي ظهرت مؤخرا هي نتاج وانعكاس حقيقي لمنظومة عمل اتحاد الرياضة، وشخصيًّا على رأس المطالبين باستقالة مجلس إدارة اتحاد السباحة.. لكن: ماذا عن باقي الرياضات بالسلطنة؟ كيف كانت نتيجة شباب السلة في البطولة الخليجية الأخيرة؟ وماذا عن منتخب الطائرة بعد 3 خسائر آسيوية متتالية قبل أيام، وكرة اليد أيضا ماذا حققت بعد 3 أعوام من وجود مجلس إدارة اتحادها الرياضي على رأس هرم إدارة اللعبة؟ كما أنَّ إمكانيات ومقدرات رياضة التنس موجهة للاعبة بعينها اقتربت من الهبوط الكبير خارج تصنيف الـ500 عالميا في تراجع مريع لتصنيفها!! فيما ألعاب القوى لا تمتلك إلا عددا محدودا من الرياضيين ونتائجهم لا ترتقي، ونتائج أقرانهم إقليميا وقاريا والأرقام تتحدث، وهي خير دليل.

المجال لا يتسع للبقية الباقية من الاتحادات واللجان التي ما انفكَّ مقاولو الإعلام عن تلميع صورتها، وأكثر ما تملكه أن تجتمع بعد كل إخفاق دون تقويم للعمل، لذا أتمنى أن تكون الانتقادات صادقة في توجهاتها، وأنها تبتغي الصالح العام، وليس الهجوم وحسب!

لكن الحق يقال: 3 سنوات من عمر مجالس إدارات الاتحادات واللجان الرياضية، فما الذي تحقق من إنجازات إقليميا وقاريا أو دوليا؟ هل قاعدة الرياضات تتسع أم تتقلص؟ وأسطوانة تقلص الدعم صارت مملة ومشروخة، وإن كان كذلك فلماذا يستميت عدد كبير من أعضاء الاتحادات ورؤسائهم من أجل المناصب في هذه الكيانات الرياضية، فقط أتمنى من وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية أن تجلسا سويًّا، وتجريا مقارنة بسيطة ودراسة معمَّقة للوضع، والخروج بصورة تحفظ ماء وجه الرياضة العمانية أمام الجماهير في الداخل والخارج. وربما ستقتنعون بضرورة إيجاد نمط إدارة جديد لمنظومة الرياضة العمانية، وبتشريعات تضمن تمكين الشباب بفكره الوقاد والمبتكر بهدف إطلاق مكنون مواهب الرياضيين العمانيين، وقيادة دفة مؤسساتنا الرياضية بحكمة واقتدار، وبما يضمن مغادرة الكهول وتجار رياضتنا وكل من أسهم في تردي نتائجنا وابتعادنا عن منصات التتويج؛ إذ لم يتبقَّ سوى عام واحد على الانتخابات، والتي قد تفضي -بنسبة كبيرة- إلى استمرارية هؤلاء؛ كون الجمعيات العمومية هي الأندية، وهذه الأخيرة غالبيتها لا تمارس الكثير من الرياضات، ورغم ذلك تنتخب!! إنَّه تناقض مُدهش. كما أنَّ الإتحادات هي من تنتخب اللجنة الأولمبية، وحتى اليوم لم يعرف البشر أيهما جاء أولا "البيضة أم الدجاجة"؟!