تمنّى الصبُّ لو للريح كفّ

عباس شكر | العراق ج - (عميد الشعراء المهندس)

 

بجنب شفاهها الشاماتُ شامُ

وبالعينين كحلٌ لا ينامُ

//

من الشفتين حتى العين وهمٌ

تعذّب في سلافته المدامُ

//

وأحنى كلَّ مختالٍ فخورٍ

فما ترقى الى الخدين هامً

//

وللرمشين تحتار الليالي

فقد عكست سوادَهما الزحامُ

//

وكم قد رقّصتْ عضّ الثنايا

من الخدين إذ يربو السلامُ

//

وَسَلْ عن خافقٍ كاسين ينضو

بعنفقةٍ حلالُهما حرامُ

//

يدور الفلكُ في جيدٍ مطاعا

لتحت الأذن معدنهُ الرخامُ

//

ويضفي الشَعرُ سترا عن عيونٍ

وتفضح فيه ريحٌ تُستهامً

//

تحرّكه مجيئاً أو ذهاباً

يفضفضُ فضةً لو يًستقام ُ

//

تمنّى الصبُّ لو للريح كفّ

يكفكفُ شعرَها حيثُ الغرامُ

//

تمنّى لو يكون الريحَ.. لكن

على جمراتها يغفو القوامُ

//

فما يدري يداوى من حروقٍ

وهذا الكيّ بلسمهُ الهيامُ

//

يخالطُ طعمُها الدراقَ ليناً

ومن شفتيهِ قد فزّ الزمامُ

//

تعالي واشربيني سؤرَ كاسٍ

فقد نضبتْ على النقصِ  التمامُ

//

ودقّي العمرَ بالكاسات خيلاً

يفكّ برشفةٍ منكِ اللجامُ

//

فهل أبقيتِ للصحراء داراً

فقد درستْ وقيضتْ ذي الخيامُ

//

فكلُّ فطامنا صبرٌ ومرٌّ

فيا لله كم جَلدَ الفطامُ

//

فشركاً كلُّ أوقاتِ الحيارى

لحيظاتُ الوصالِ هي الإمامُ

//

يعفُّ خمارهُ فيكِ احتمالاً

وما يقوى على لثمٍ لثامُ

//

فلولا بعضُ خيطٍ ضلَّ عقلاً

فقد تيهَ الوراءُ أو الأمامُ

//

يطلّ كمازنٍ والكونُ جدبٌ

فتحنو من رهافتهِ الغمامُ

//

وبعض تعطّشٍ يُردي قتيلاً

وقد طالتْ على الروحِ الصيامُ

//

فلا بدرٌ أباحَ العيدَ منهُ

وقد فطرتْ خواصٌ والعوامُ

//

اذا العشاقُ للفردوسِ زُفّوا

فللعذريّ يبتهلُ الختامُ

 

تعليق عبر الفيس بوك