تمقُّل

 

المهدي الحمروني | ليبيا

 

لم أزل أفتقد اللغة أمام لوح وجهك الشاهق والقدّيس

أمام سطوة شروقك العظيم

والقاسي على الوصف والتشابيه

منذ أن أسفر كفجر خلقٍ جديد

لم أزل أقرأ هالة قصوى من التفاصيل

والأسرار

والرسالات

والمقامات

والخطابات

والنصوص

والأسفار

والنبوءات

والمتون

والأغاني الخالدة

لم أزل أثابر تأويل نظرته الهادئة كطوفان ترجّل لتكوين سرمدي

في استقرار نهائي لعوامل الطقس

والأثير والريح

لم أزل أغرق في جواب غيبوبة المعرفة

عن حيرة السؤال

وأترنح في نشوة دوارها

كصدمة الحضارة لبداوة الدهشة

حين لاحت كواحةٍ في بيداء شاقة

كأميرة لبّت التقاط فخامة القصور لاختزال الكمال

ومليكة زهد جمالها في سلطنة العروش

فآثرت رهبنة الربوبية في الحسن

والتواضع في الفتنة

ثم سمحت بمرور الأفواج الى الغفلة

وعبور العميان لسلامة الوصول

واستبقت مخيلتي القاصية عن غبار القطيع

واكتفت بي مدوناً لما لايرى

وجهك ليس مجرد ملامح من بهاء وفيض

ابتسامك الموناليزي الغامض

خلف أحمر شفاهٍ من لُمى

كنبيذ الآلهة

الرحيمة بالضحايا

يستغرق في الماوراء

ويغور في الغيب

ووشاحك الشاعر

عباءة تسبح في النبوة

وضوءك ينشر بهرةً هجينة

من فرادة اللون والنار والقداسة

في معصية العتمة

ويكسو الأحاسيس دفء الوحي

وهزة اليقين

ويغسل النبض ببواكير الهطول

وسجع الطبيعة

وبعد؛؛

فلا موسيقا تليق ببورتريه

الطلوع

ولا تشكيل يجدر بشعرية

المصاحبة.

تعليق عبر الفيس بوك