أنت الأهم!

محفوظة بنت زايد الراسبية

رسالة إلى حجر أساس نجاح أي منظمة في هذا الكون بداية من أسرة إلى مؤسسة عمل وأخيرا مجتمع ودولة بكاملها، العنصر البشري: الإنسان.

أهم كائن على وجه هذة الأرض أينما وجدت فأنت أهم عنصر على هرم المكان.

ولأنك الأهم لابد لك أن تمثل أهميتك بالشكل اللازم الذي يوازي قيمتك العظيمة.

 بالتالي الحقوق التي وضعت لك تكن فعلا من مستحقاتك بلا منازع في أي زمان ومكان.

ولتظهر قيمتك الصحيحة على  السطح وترى للعيان لابد أن تعرف ذاتك أولاً تفهمها وتعي نقاط ضعفك وقوتك فتعمل على إصلاح وترتيب الداخل  وإظهار نفسك التي تشبهك حقاً ليست التي تموج مع التيار.

إظهارك لمكنوناتك بوضوح لن يأتي إلا بعد قبول ورضا بك أنت وإيمان بقدراتك حتى المتواضعة منها.

فالقبول غير المشروط للقليل المتواجد الآن في ذاتك يجر الكثير والأجمل.

فيا أيها المهم، تغلغل وابحث في خلجات نفسك عنك أنت أولا. جد ذاتك الحقيقية بدون أي برمجة خارجية ولا مجاملات وأكاذيب، حللها واعرف ما هي نواياك؟ ماذا تحب؟ وماذا تريد؟ وأي صفات هي الآن تتسم بها؟ ولماذا وبمن تتعلق؟ ما هي مبادئها وبأي القيم تؤمن؟ بمن تتأثر ومن يقودها؟.

بعد أن تجد كل ذلك تكن قد فهمت نفسك الفهم الذي يعطيك الآن موازنة واقعك وما الذي بحوزتك هل هو من ضمن دائرة الاستحقاق لك أم هو أقل. 

إن كنت تؤدي دورك على قدم وساق ورأيت تحليل الواقع مرضٍ لك فأنت إذن (في السليم) إن كنت غير راض بهذا الواقع إذن أشرع في خلق برمجة جديدة للداخل.عدل نواياك، ارفع من مستويات تفكيرك، مواهبك، قدراتك، ثقافتك، أصدقائك والبيئة من حولك حينها لن تجد نفسك تتعب في الحصول على الواقع الذي يسعدك لأنه سيسعى للانجذاب لك فأنت الآن تستحق. فالعدل سبحانه وتعالى ليس بظلام للعبيد. انتبه، لا تدع من حولك يخدعونك فتتذمر وتحاول تغيير الخارج بالمعارضة وسلسلة النقد التي لا تنتهي دون أن تبدأ بنفسك.

قف عن التذمر وأبدأ خطوة التغيير من داخلك فأنت الأهم ولذا تستحق الأفضل. كن واقعيا زن قيمتك كم تساوي حقا دون تزييف، الواقع سيعطيك قيمتك فقط ومهما حاولت أن تسرق ماليس لك، يوماً ما سيرحل بلا عودة ولو طالت المدة فما بني على باطل فهو باطل، فحافظ على الواقع الجميل الآن بالمحافظة على قيمتك وأصنع الواقع الجميل الآن بوضع خطة لرفعها.

في عالم العلوم هناك فلسفة تعنى بقانون السببية فهناك علاقة بين حدث وأثر، فلا توجد نتيجة بدون سبب، أنت وما تحوي من معتقدات، أفكار، مشاعر وسلوكيات هي سبب للأثر الذي هو الواقع الذي تعيشه الآن.

إن كنت تؤمن أنك أهم عنصر إذن المسؤولية الذاتية تجاه كل أو أغلب ما يحدث لك يجب أن تكون من أوائل القيم التي تستند عليها في حياتك.

فإن آمنت أصبحت حراً من معتقدات مغلوطة يتداولها الجميع  بأنك ضحية للنظام أو لأشخاص أو لبيئة عشت فيها،توقف، أنت لست ضحية إن الواقع هو نتيجة للسبب الذي هو أنت بكاملك من نوايا، أفكار، مشاعر وسلوك. اعمل جلسة تحقيق مع نفسك ولو لمرة واحدة فنفسك تستغيث وتناشدك لواقع أجمل مما تعيش ولكنك بدلاً من فهمها تدور حولها تبحث عن الحل والحل هو أقرب منك إليك. أما من يعيش تحت الحفر وواقع أليم ويكون راضياً عن ذلك فعذراً فهذه الرسالة ليست لك لأنك لست الأهم ولا المهم.

تعليق عبر الفيس بوك