لماذا ينحاز النقد إلى لغة تتنافى مع جوهر الشعر

 

أسامة حداد | شاعر وناقد مصري

 

تثير قصيدة النثر منذ.ظهورها وإلى الآن إشكاليات عديدة بعضها يخص الذاكرة الجمعية ومنها ما هو ننيجة صراع اجتماعي وأيديولوجي والكثير منها يكمن داخل النص ليس بسبب الغموض أو التغريب والقطيعة مع التراث كما يزعم البعض ولا غياب الإيقاعات المعتادة بقدر ما هو ناتج عن تعدد اقتراحاتها كأفق مفتوح للكتابة وقدرتها على توظيف تقنيات سردية متعددة تذوب أمامها فكرة النوع الأدبي فإذا أضفنا إلى ذلك تعدد المعنى مع غياب فكرة القصدية وتعدد الأصوات – غالبا - داخل النص وتجاوز المحددات والقواعد التي وضعت من أجل تجاوزها ومع تراكم منجز شعري عبر عدة عقود وأجيال لم تعد هامشا ولا خطابا نقديا للموروث الشعري بل شكلت نصوصا متجاورة تعيد صياغة العالم معرفيا وجماليا.

إن إشكاليات النص متعددة وليس من بينها المسافة بين الكاتب والمتلقي إذ إن تلك الفجوة تعاني منها الفنون الإنسانية كافة في صراعها مع الفنون البصرية الحديثة التي تعتمد على التقنيات العلمية وهو تحول ناتج عن مقدمات عديدة تغيرت معها تصورات المجتمعات الحديثة وذائقة الشعوب و تراجعت معها الكثير من الفنون مثل المسرح.

ومع تقديري للناقد الدكتور/ صلاح فضل ومنجزه وبخاصة كتابه أساليب الشعرية المعاصرة فإن ما ساقه من أمثلة واختار من نصوص كان منحازا إلى لغة معيارية وخطابية تتنافى مع التخييل جوهر الشعر فضلا عن أحادية الصوت وغابت الموضوعية في كلماته بجريدة المصري اليوم وقد أسبغ صفات من قبيل العظيم في وصف البعض وهو ما يخرج كما أرى عن الموضوعية والمناهج النقدية وأثمن في الوقت ذاته الكثير مما طرحه من تساؤلات وإن اختلفت معه في الكثير مما سطره في مقاله.

تعليق عبر الفيس بوك