أوروبا تحذر من عدم الاستقرار.. والإمارات ننتظر تحقيقات السعودية

"هجمات أرامكو".. خلل بميزان القوى لصالح "صقور الحرب"

عواصم – الوكالات

حذر الاتحاد الأوروبي أمس من "تهديد حقيقي للأمن الإقليمي" في الشرق الأوسط بعد هجمات على منشأتين نفطيتين بالسعودية هددت بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية مسؤوليتها عنها. وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد في بيان "في وقت يتصاعد فيه التوتر بالمنطقة يقوض هذا الهجوم العمل المتواصل من أجل وقف التصعيد والحوار". ودعت موجيريني إلى "أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد".

ومن جانب آخر قالت مسؤولة بوزارة الخارجية الإماراتية أمس إن بلادها تنتظر نتائج تحقيق السعودية في هجمات بطائرات مسيرة على منشأتين لشركة أرامكو في المملكة. وأضافت هند مانع العتيبة أن الإمارات ستواصل دعم الجهود الدبلوماسية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مع استمرار تقليص وجودها العسكري. وتابعت أن الإمارات ستقدم كل المساعدات التي تعهدت بها لليمن هذا العام.

وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجمات على منشأتي نفط في السعودية والتي تسببت في تعطيل الإنتاج.  وقالت الوزارة في بيان "تدين فرنسا بشدة هجمات أمس على منشأتي النفط في بقيق وخريص" كما عبر البيان عن "التضامن الكامل" مع السعودية.  وأضاف "هذه الأفعال لن تؤدي إلا لتفاقم التوترات الإقليمية وخطر اندلاع صراع... يجب أن تتوقف".

ومن جانبها نأت إيران بنفسها عن هجمات على منشأتي نفط سعوديتين لكن مسؤولين ومحللين قالوا إن المتشددين في طهران ربما يعتبرون الهجمات انتصارا على السياسة الأكثر تشددا التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية.

ونفت إيران مزاعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنها تقف وراء الهجمات.  وقال مسؤول إيراني بارز إن تصاعد التوتر بشأن الهجمات قد يخل بتوازن القوى في إيران لصالح المتشددين الذين يتطلعون إلى الحد من قدرة الرئيس حسن روحاني على الانفتاح على الغرب.

وما زال بغض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للولايات المتحدة يمثل عائقا كبيرا أمام أي حل دبلوماسي على الرغم من المزايا المحتملة لاقتصاد إيران المتضرر بسبب العقوبات.  وقال مسؤول حكومي بارز طلب عدم الكشف عن هويته "هناك صقور في إيران وفي أمريكا وفي المنطقة يريدون مواجهات عسكرية".  وأضاف "مثل هذه الهجمات ستجعل المواجهة العسكرية أمرا حتميا وهذا ما يريده المتشددون في إيران ومناطق أخرى. ومثل هذه المواجهة لن تضر إيران فقط بل ستضر جميع الدول المطلة على الخليج ".

وانتهجت واشنطن، الحليف القوي للرياض، سياسة "الحد الأقصى من الضغط" لحمل طهران على التفاوض على اتفاق أوسع يفرض قيودا أكثر على برنامجها النووي ويحد من نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية وينهي دعمها لقوى تعمل بالوكالة عنها في المنطقة.

وردا على تشديد العقوبات الأمريكية على صادرات النفط منذ انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بدأت إيران في التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق وهددت بغلق مضيق هرمز بالخليج الذي تمر عبره ما يقدر بخمس تجارة النفط العالمية.

وقال الحرس الثوري، إن إيران مستعدة "لحرب شاملة".  غير أن خامنئي قال مرارا إن طهران لن تبدأ حربًا قط لكنها ستجعل المعتدين يندمون على أي هجوم يشنونه. ومنع كذلك إجراء محادثات مع الولايات المتحدة التي يصفها المتشددون بأنها "الشيطان الأكبر".

وترك روحاني، مهندس الاتفاق النووي الذي قاد إلى رفع العقوبات في مقابل أن تقلص إيران أنشطتها النووية، الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية بقوله إن واشنطن يمكنها الانضمام لمحادثات نووية بين طهران ودول أخرى إذا رفعت العقوبات.

وقال سايمون هندرسون مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسات الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "طهران تعتقد أن هذه الهجمات تعطيها ميزة أمام واشنطن. إذا اجتمع ترامب مع روحاني في نيويورك قد يكون هذا هو الحال رغم أن طهران بالغت في تقدير وضعها".

وقالت واشنطن وطهران إنه ليست هناك خطط لعقد اجتماع بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا مرارا أن ترامب مستعد للاجتماع مع روحاني بدون شروط مسبقة.

وقال مسؤول إيراني آخر لرويترز "الأمر يرجع لأمريكا. إيران هي الفائزة لأن أي هجمات مثل هذه ترفع أسعار النفط وإيران تستفيد من ذلك".  وأضاف "يتعين أن تقبل أمريكا بأنها بالضغط على إيران وإلقاء اللوم علينا (في أزمات الشرق الأوسط كلها) لن تحقق أمن المنطقة".  ودعت السلطات الإيرانية القوات الأجنبية لمغادرة الخليج وطلبت من دول الخليج العربية التعاون معها لتأمين سلامة المنطقة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك