فيتامين C

 

سليمان التمياط | السعودية

بدون اي تفسير أملكه الأن .

أرعبني البارحة رعباً حقيقياً ما شاهدته في ذلك التطبيق الذي يظهرك في مرحلة (هل هي متقدمة أم متأخرة؟) من عمرك. ذلك الخوف الذي لايكون نقيضاً للشجاعة. إنما خوف عميق مجهول الهوية. ولكن نسبياً لحسن الحظ أفرحني اليوم صديقي موظف المكتبة مصطفى أو نجيب سابقاً حسب ما يقوله الأيفون 7  ليعيد النشاط النفسي لي ولو للحظات؛ وجدته قد دون رقم هاتفي باسمي الثلاثي متبوعاً بـ كلمة (الجديد)؛ معللاً ذلك لسؤالي في كل مرةٍ أزوره بعد غياب:  الجديد؟ . . فيشير للمنتصف .

غادرت . قلت لنفسي إنك جديد؛ استعدْ وهجك وانسى وجهك.

أثناء العودة زال عني رعب منظري وأنا كهل في الصورة المتوقعة ولكني نسيت أن اشكر مصطفى . أمر الصيدلاني القريب  قلت له: إنني مجهد منذ... وقبل أن أحدد المدة كان قد مد لي فيتامين C .

أصل للبيت . أضع قطعةً منه في كوب فـ يفور غاضباً في وجهي مثل بركان صغير في جزيرة صغيرة.

يشعرني صوت ذوبان القطعة داخل الكوب بالنشوة والابتهاج قليلاً لأن هناك براكين تنقل لنا الحياة وتذيب وجعنا .

أشرب البركان البرتقالي والرعب:

نحن نتعامد مع أعمارنا ؛ نقطعها فـ تقطعنا.

تعليق عبر الفيس بوك