غزالةُ الرجاءِ ...... تحرسُ المؤمنين

 

مرام عطية | سوريا

تلوحُ صورُ الأمسِ ترتسمُ في صفحاتِ البالِ بألوانٍ قويةٍ ، و تعزفُ سمفونيتها الحزينةَ على أوتارِ روحي ، في أعلى اللوحةِ نوارسُ بيضاءُ ، طفلةٌ تبتسمُ للقمرُ  و ثلاثُ أغنياتٍ

يتأرجُ النهارُ بعطرِ الحبِّ ، السماءُ تلبسُ ثوبها الأزرقَ الموشى بساتانٍ فضيٍّ كأنَّها مزهوةٌ بعقدِ ماسٍ  يقلُّهُ أبناؤها على نهرِ الشمالِ لشقيقتهم الحبيبةِ على نهرِ العاصي ، غيومُ الشَّوقُ في حدائقِ جوليا تسبقُ خطاها المتعثرةَ ،فتحملها إلى ديارِ الأهل نحلةً رشيقةً ، لكنَّ الليلَ الأحمقَ يرميها وحيدةً في ركنٍ قصيٍّ كنبتةٍ بريَّةِ تصارعُ جنونَ الريحِ

القدرُ شيخٌ أعمى يصدرُ أحكامه ويقود جوليا إلى بئرٍ مخيفةٍ بعيداً عن الأهل والأحبةِ ، الليلُ يغيرُ طقوسَ سمرهِ الليلكيةَ، يسدلُ ستائره السوداءَ على نوافذِ غرفتها ، يتسربلُ بالقسوةِ ويتقاسمُ مع ذئابِ الخوفِ قميصَ  طمأنينتها ،و مفاتيح الأمانِ من قلبها، يتصارعان على نهش مقدراتها

ياإلهي ماذا أرى ! انضمَّ سربُ الكلابِ الوفيُّ إلى جوقتهُ بلا قصدٍ ، كان يريد إخباري عن لصوصٍ سطوا على سطحُ بيتي لأجندَ ملائكتي ، و أرتدي درعَ الشجاعةِ استعداداً للمواجهةُ

يدخلني ذاك الشيخُ  إلى قاعة امتحانٍ  معتمةٍ مراقبوها من رهابِ القلقِ وغاباتِ الصقيعِ ليسبرَ إيماني ويقيسَ صبري ورجائي

امتحانٌ قاسٍ بين جنودِ إيماني و عصاباتِ الخوفِ 

أيها الليلُ لاتطننَّ أني وحيدةٌ ، فصلاة أمِّي أيقونةٌ تحرسني ، و نقاءُ أخوتي شريانُ حبِّ ينجيني، و حربكُ الغاشمةُ على بياراتِ رجائي خاسرةٌ ، فهيا انجلِ .

هاهي غزالةُ الصباحُ تتهادى، تعقدُ على جيدها شالا أصفرَ  ، بيديها مصابيحُ الفرحِ تضحكُ ،لقد تفوَّقتُ أيها القدرُ بتقديرٍ عالٍ ، فهلا تكافئني  بجائزة سنيةٍ ، بغدٍ أجملَ

تعليق عبر الفيس بوك