مَــرْيَــمُ

 

سميرة الزغدودي | تونس

 

إِنّكِ الأغْلَى وكُلٌّ يعْلمُ

هَلْ تُدَانَى فِي السَجَايَا مَرْيَمُ

//

أَنْتِ تِرْيَاقٌ لٍآلاَمِ الدُّنَا

كُلَّمَا اَشْقَى لَدَيْكِ البَلْسَمُ

//

أَنتِ نَبعٌ مِن حَنَانٍ رَاقٍ لِي

مِثْلَمَا رَاقَت لِحَاجٍ زَمزَمُ

//

ارْقُصِي حَوْلِي كزَهْرٍ ماَئِسٍ

وانْثُرِي عِطْرَا فَأنْتِ المَيْسَمُ

//

أَنْتِ قِندِيلُ الهَوَى أَنَّى سَعَى

يَخْتَفِي دَاءٌ ويَفنَى المُؤْلِمُ

//

غَرِّدِي لَحنَ الوَفَا عُصْفُورَتِي

وانثُرِي طُهْرا بِه يَشْدُو الفَمُ

//

كُلّمَا أصْغَيْتُ أَنْشَى مَسْمَعِي

صَادِقُ القَوْلِ الذِي لاَيُسْأَمُ

//

عَيْنُكِ الحَوْرَاءُ شَعَّتْ بَهْجَةً

لَم تَكُنْ عنْدِي وَمِنكِ المَقْدَمُ

//

مِن مُحَيَّاكِ السَّنَا قَد ضَاءَ لِي

كُلُّ دَرْبِ فَاستَحَالَ المُظْلِمُ

//

سَقْسِقِي حَولِي بهَمْسٍ رَائِقٍ

مِنْ رُقِيِّ اللُفظِ جَادَ المَبسَمُ

//

ثغْرُكِ البَسَّامُ حَاكَى فَرْقَدًا

ضَاءَ فاحْتَارَتْ تُدَانِي الأَنْجُمُ

//

غَرِّدِي عُصْفُورَتِي حَوْلِي فَمَا

غَيرَ رَاقِي اللَّفْظِ يَحْوِي المُعْجَمُ

//

أَيقِظِي الدُّنْيَا عَلَى كَفِّ الرِّضَا

واحْمُدِي رَبِّي فَذَاكِ المُنْعِمُ

//

إِنْ نَأيْنَا ذَا المُحَيَّا مَلْمَحًا

فَالتَّدَانِي الحَقُّ يَحْوِيهِ الدَمُ

//

ضَوِّئِي حَوْلِي لِتَرقَى غِبطَتِي

مَاسَناءُ البَيْتِ إِلاَّ مَرْيَمُ

//

اِملَئِي الإبْريِقَ عِلْمَا نَافِعَا

وارتَقِي حَيْثُ اسْتُطِيبَ المَغْنَمُ

//

ذَاقَ قَلبِي كَوْثَرًا فِي جَنَّتِي

حِينَ زِنْتِ البَيْتَ رَاقَ المَطْعَمُ

//

فَاحَتْ الأشْعَارُ مِنِّي عَنْبَرًا

فَازْدَهَى شِعْرِي وَأَنْتِ المُلْهِمُ

//

رُمْتِ أَعْلَى قِمَّةٍ عِلْمِيَّةٍ

مِثْلَمَا يَرْقَى الأَعَالِي الهَيْثَمُ

تعليق عبر الفيس بوك