مملكة الجبل الأصفر (1-2)

منى سالم جعبوب

غليوم الثاني أو بالألمانية (Wilhelm II) ملك بروسيا وقيصر الرايخ الثاني الألماني توج قيصرا على ألمانيا بعد وفاة والده القيصر فريدريش الثالث سنة 1888ميلاديا، وأجبر على التنازل عن العرش 1918 ميلاديا، بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. وقد تحالف هذا القيصر مع السلطان العثماني عبدالحميد وزار الدولة العثمانية وأقام أيامًا في دمشق وذهب زائرا لقبر صلاح الدين الأيوبي، وقد خلده أحمد شوقي في الأدب العربي بقصيدة شعر؛ قال فيها:

عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما...

ويَندُبُهُم ولو كانوا عِظاما

وأَكرَمُ من غمامٍ عندَ مَحْلٍ...

فتىً يُحيي بمدحتِهِ الكراما

وما عُذرُ المقصِّر عن جزاءٍ...

وما يَجزِيهُمُ إلا كلاما؟!

فهل من مُبلِغٍ غليومَ عنِّي...

مقالاً مُرْضِياً ذاك المقاما؟

رعاكَ الله من ملكٍ هُمامٍ...

تعهَّدَ في الثَّرَى مَلِكاً هُماما

أَرى النِّسيانَ أَظمأَه، فلمَّا...

وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما

دَعَوْتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرْباً...

وأَشرفَهم إذا سَكنوا سَلاما

وغليوم هذا كان هو أول استخدم مصطلح الخطر الأصفر محذرا أوروبا، وقائلا نحن مُعرَّضون لاجتياح ثقافي وبشري متمثل في الجنس الأصفر من بني البشر أولئك القادمين من الصين.

 وقد كتب الكاتب الفرنسي موريس لوبلان في القرن التاسع عشر روايته الشهيره "الخطر الأصفر" وهي تحكي عن ذاك اللص الذي يسرق الأغنياء لأجل أولئك المهمشين والفقراء الملقين في الشوارع دون مأوى. ولدينا نحن العرب كتب أيضا عباس محمود العقاد في  هذا الشأن "الخطر الأصفر" في كتابه الذي يحمل عنوان "القرن العشرين"؛ حيث قال: "يخلط كثيرا بين فكرة الأمة وفكرة العنصر، وهما شيئان مخلتفان لأن الأمة على الأرجح رابطة اجتماعية وتاريخية في حين العنصر رابطة من روابط الدم والسلالة والعصبية، وكان للعوامل الدولية والسياسية حكمها في الاتجاهين.. صياغةً للسيطرة والاستغلال، فنادوا بالخط الأصفر عندما كانوا يبحثون عن مستعمرات في إفريقيا وآسيا"، وكتبت أيضا مي زيادة عن الخطر الأصفر المزعوم، وغيرهما من الكتاب كثيرون كتبوا.

بَيْد أنَّ الخطر الأصفر تمثل لدى الذاكرة الغربية بمفهومين:

- الأول: بشخصية أرسلين لوبين اللص الظريف الذي يسرق الأغنياء المستبدين لأجل الفقراء المرميين في الشوارع.

- الثاني: بالخطر القادم من الصين في شكل اجتياح بشري خطر جدا على الثقافة والاقتصاد في الحضارة الغربية، ويستوجب صده وجود مستعمرات في إفريقيا وآسيا.

ولكن، لماذا هذا الحديث المطول عن الخطر الأصفر؟

إنَّها مملكة الجبل الأصفر المزعومة والمزمع إقامتها في إفريقيا بين مصر والسودان، نعم فإذا كان هناك طوفان أصفر فأنت بحاجة لجبل أصفر تصد به هذا الطوفان، هذه هي الفكرة باختصار.

تعليق عبر الفيس بوك