الهند "ترانزيت" العبور العُماني!!

المعتصم البوسعيدي

تتجذَّر العلاقات العُمانية-الهندية إلى عُمقِ التاريخ القديم؛ فقد لعبتْ عُمان -بكلِّ مُسمياتها التاريخية- همزة الوصل بين الحضارات، وكانت كما يقال "ترانزيت" العبور بينها، خاصة فيما يتعلَّق بالحضارة المصرية القديمة، وحضارة بلاد الرافدين والخليج العربي والجزيرة العربية بالعموم من جهة، والحضارة الهندية من جهة أخرى، وهو ما تُؤكِّده العديد من الشواهد والدلائل كالنصوص السومرية والأكادية.

اليوم.. وفي ضفة أخرى، وعبر التصفيات المزدوجة لكأس العالم وأمم آسيا، سيخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أولى خطواته بمواجهة منتخب الهند المتطور، على ملعبه، في مجموعة تبدو نظريًّا في المتناول إذا ما تمَّ استغلال الفرصة التي أتاحتها ظروف مشاركة المنتخب القطري منظم كأس العالم وحامل اللقب الآسيوي، والأمر مُتاح بالرغم من علامات الاستفهام الكبيرة التي رافقت المنتخب بعد الظهور الباهت في مواجهة المنتخب اليمني بعد فترة إعداد خارجية وداخلية لم تخلُ -أيضاً- من علامات تعجُّب.

في كلِّ الأحوال، يجب أن نبدأ المشوار بالعلامة الكاملة من أرض المنتخب الهندي الذي يبدو لي "ترانزيت" العبور للمراحل المتقدمة في التصفيات مع كل الاحترام لبقية منتخبات المجموعة بعيداً عن العنابي القطري، ولا مجال للأعذار أو التبريرات حتى مع تحفُّز المنتخب الهندي الذي لم يعد المنتخب الهزيل في ظل ما تشهده الكرة الهندية من تطوير واستثمارات كبيرة، فالهند -لا شك- دولة عريقة حتى في كرة القدم، وتمتلك كل مقومات النجاح الكبير.

وبعيداً عن الحديث الفني للمنتخب، وافتقاده للحارس الأمين علي الحبسي غير المستدعَى، وإصابة جميل اليحمدي، إلا أن كتيبة الأحمر بقيادة "القيدوم" أحمد مبارك قادرة على إسعاد الجماهير العُمانية المتعطشة للانتصارات وكتابة التاريخ الذي ما زلنا نبحث عنه على المستوى القاري والدولي على حد سواء، والبداية على الرغم من أنَّها ليست الحكم النهائي، لكنها ستعطي مؤشرات رؤية الاتحاد الكروي في اختيار المدرب الهولندي آروين كومان، وما قد يُحدِثه على مستوى الأداء والنتائج في ظل السوداوية التي تطغى على التوقعات.

يبقَى أنَّ الجميع الآن في صفٍّ واحد لدعم المنتخب الوطني في مهمته الجديدة، وهو صفٌّ لا يعني بالضرورة عدم النقد وتفنيد العيوب المتوقعة على مستوى الأداء على وجه التحديد، فيما سيظلُّ الحديث طويلاً عن خيارات المدرب الفنية وفق ما سنشاهده خلال مباراة المنتخب الهندي وحتى الوصول للمحك القوي في مواجهة بطل آسيا، وكما كان لنا الدور البارز في تاريخ الحضارات كوننا حضارة عظيمة، فإن "ترانزيت" العبور الآسيوي للصين 2023م، والعبور المونديالي لقطر 2022م، ستكون انطلاقته -بإذن الله- عبر البوابة الهندية وملعب القائدة الهندية الشهيرة أنديرا غاندي.