قائمة سرية تضم 160 من كبار المسؤولين العسكريين بالسعودية والإمارات و"الحوثيين"

السعودية تنشر قوات إضافية بجنوب اليمن.. والأمم المتحدة تتهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا بـ"جرائم حرب"

عدن - رويترز

نشرتْ السعودية مزيدًا من القوات في جنوب اليمن؛ في محاولة لاحتواء اشتباكات بين طرفين يفترض أنهما حليفان في التحالف العسكري الذي تقوده لقتال الحوثيين؛ مما يُهدِّد البلاد بمزيد من التمزُّق.

وفتح القتال للسيطرة على الجنوب جبهة جديدة، تتركَّز حول مدينة عدن الساحلية، في الحرب مُتعددة الأطراف التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

وقال مسؤولان محليان إنَّ قوات سعودية ومركبات عسكرية وصلت في مطلع الأسبوع إلى عاصمة محافظة شبوة المنتجة للنفط؛ حيث يقاتل انفصاليون مدعومون من الإمارات قوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية. والطرفان ضمن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، والذي تدخل في اليمن في مارس 2015 في مواجهة الحوثيين الذين أخرجوا حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من العاصمة صنعاء في 2014.

لكنَّ الانفصاليين الذين يسعون لإعادة جمهورية اليمن الجنوبي السابقة انقلبوا على الحكومة في أوائل أغسطس، وسيطروا على عدن المقر المؤقت لحكومة هادي. ويحاولون منذ ذلك الحين مد نطاق سيطرتهم إلى محافظتي أبين وشبوة القريبتين واشتبكوا مرارا مع قوات الحكومة.

وعززت القوات السعودية مواقعها في شبوة وعدن فيما دعت الرياض لمحادثات لحل الأزمة، وتحاول أن تعيد تركيز التحالف المدعوم من الغرب على قتال الحوثيين الذين كثفوا الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن السعودية. وقال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إنَّ القوات السعودية وصلت إلى شبوة "للعمل على خفض التصعيد ووقف النار". وأضاف أن "كافة الأطراف اليمنية عملت على تلبية دعوة التهدئة".

وعلى جانب آخر، قالت الأمم المتحدة إنَّ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ربما شاركت في جرائم حرب باليمن من خلال تقديم العتاد والمعلومات والدعم اللوجيستي للتحالف بقيادة السعودية، والذي قالت إنه يلجأ لتجويع المدنيين كأسلوب حرب.

ووضع محققو الأمم المتحدة قائمة بأسماء شخصيات يشتبه بارتكابها جرائم حرب استنادا لأحدث تقاريرهم في الانتهاكات التي حدثت خلال الحرب الدائرة منذ أربع سنوات بين تحالف يضم دولا عربية وبين حركة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية. وتوصل المحققون إلى احتمال ارتكاب الجانبين جرائم وأبرزوا في الوقت ذاته الدور الذي تلعبه دول غربية كداعم أساسي لتحالف الدول العربية وتلعبه إيران كداعم للحوثيين.

واتهم التقرير التحالف الذي يقاتل الحوثيين وتقوده السعودية والإمارات بقتل مدنيين في ضربات جوية وحرمانهم من الطعام عن عمد في بلد يواجه خطر المجاعة. وأضاف أن الحوثيين بدورهم قصفوا مدنا وجندوا أطفالا واستخدموا "أسلوب حرب شبيها بالحصار"، وتسبب شبح المجاعة في وضع تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن لجنة المحققين المستقلين أرسلت قائمة سرية إلى ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تشمل: "أفرادا قد يكونون مسؤولين عن جرائم دولية".

وتشمل القائمة الملحقة بالتقرير أسماء أكثر من 160 "لاعبا أساسيا" من كبار المسؤولين العسكريين بالسعودية والإمارات واليمن وكذلك حركة الحوثي، لكن لم ترد إشارة تظهر إن كان أي من هذه الأسماء مدرجا أيضا على قائمة المشتبه بهم المحتملين.

وقال التقرير: "ربما نفذ أفراد في الحكومة اليمنية والتحالف، بما فيه السعودية والإمارات، ضربات جوية تنتهك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط وقد يكونون استخدموا التجويع كأسلوب حرب، وهي أفعال قد تصل إلى حد جرائم الحرب".. وأضاف التقرير: "مشروعية نقل أسلحة من جانب فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى لا تزال موضع شك وهي موضوع العديد من الإجراءات القضائية في المحاكم المحلية".

وخلص التقرير إلى أن فريقا مشتركا لتقييم الحوادث شكلته السعودية لمراجعة الانتهاكات التي يتردد أن التحالف ارتكبها لم يلق على أحد بمسؤولية أي ضربة أسفرت عن مقتل مدنيين؛ مما يثير "قلقا بشأن حيادية تحقيقاته".

تعليق عبر الفيس بوك