غياب الجانب التطبيقي وعدم ارتباط المنهج بطبيعة العمل .. من أبرز أسباب فشل التدريب

تباين الآراء حول دور البرامج التدريبية في تعزيز الإنتاجية .. ومختصون: لا غنى عنها لأجل التطوير

 

 

◄ الشيباني: تزويد العاملين بأحدث المهارات والمعارف يساعد على التطور والإنتاج

◄ العلوي: دورات التنمية البشرية "مضيعة للوقت".. والورش المتخصصة تثري التجارب الشخصية

◄ البادي: بعض المشاركين يذهبون للدورات التدريبية لغرض "الترفيه" لا التعلم

 

 

الرؤية - مريم البادية

لا تخلو مؤسسة حكومية أو خاصة من قسم معني بالتدريب، وذلك مع تنامي أهمية التدريب والتأهيل في صقل خبرات الموظف وتعزيز مهاراته أثناء العمل، ولذا تزايد خلال السنوات الماضية تنظيم مختلف المؤسسات لدورات تدريبية وبرامج تطويرية من أجل زيادة إنتاجية الموظف وتهيئة بيئة العمل له لمزيد من الإبداع والتميز الوظيفي.

"الرؤية" استطلعت آراء بعض من سبق لهم المشاركة في دورات تدريبية، وتنوعت بين المؤيدة لإقامة هذه الورش والتي تسهم في تعزيز إنتاجيتهم داخل المؤسسة، وبين من يرفض المشاركة فيها كونها "مضيعة للوقت"، على حد وصفهم.

وقال قيس بن عامر الشيباني نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة شمال الشرقية إنَّ الورش التدريبية تحمل أهمية كبرى في هذا العصر الذي نعيش فيه، ويكمن ذلك في التطور التكنولوجي والعلمي الذي بات سريعاً، وأصبح الجميع في حاجة ملحة لتعلم مهارات وعلوم جديدة. وأضاف الشيباني أنَّه على سبيل المثال لا الحصر، يشهد القطاع الصناعي العديد من التطورات التكنولوجية ما يُحتم على العاملين في القطاع مواكبته واستحداث أفضل المعدات إلى جانب تأهيل العاملين في القطاع، لتزويدهم بالمهارات اللازمة. وأشار إلى أن التدريب لا يرتبط بتعلم التقنيات الحديثة، بل أداة من أدوات تقوية نقاط الضعف لدى العاملين في المؤسسة والتي تمكنهم من تطوير الأداء الوظيفي ومن ثم زيادة الإنتاجية في العمل، فيجب على العاملين عدم التهاون في المشاركة بالورش المقامة والتي تعود عليهم بالنفع في كل الأحوال.

من جهتها، قالت مها المنعي (موظفة في القطاع الصحي) إنها تستفيد من هذه الورش في مجال عملها؛ حيث تعمل الدورات والورش التدريبية على تنمية المهارات وتطلع المشاركين على أحدث ما توصلت إليه العلوم المُتخصصة، مشيرة إلى نوعين من الدورات التدريبية؛ نظرية وعلمية. وأوضحت أن من الدورات المهمة في مجال عملها دورة الإسعافات الأولية، والتي لا تتطلب أن يكون المستفيد من الطواقم الطبية أو الصحية في مؤسسة ما، إذ إن الإسعافات الأولية مهارات يجب على الجميع تعلمها حتى يكونوا متأهلين للتعامل مع مختلف الظروف والتحديات. وأشارت إلى الدورات العلمية المقدمة مثل "تخطيط القلب"، حيث أكدت أنها استفادت كثيرًا من هذه الدورة في عملها كممرضة وستساعدها في تجويد عملها والمشاركة في إنقاذ حياة المرضى، لاسيما في حالات الطوارئ التي قد يتأخر فيها الطبيب لانشغاله بعمليات أخرى. ولفتت إلى نوع آخر من الدورات التدريبية، وهو النوع الذي يقوم على افتراض سيناريوهات مستقبلية وكيفية التعامل معها، مثل الندوات التثقيفية بالأمراض المستحدثة وكيفية معالجتها وطرق الوقاية منها، مؤكدة أن أغلب الدورات المقدمة في القطاع الصحي تحقق الفائدة للجميع وتسهم في تطوير العمل وزيادة الإنتاجية.

من جهته، قال خليفة العلوي إن للورش دور واضح في تطوير العمل لما فيه من تقديم أفكار جديدة وأساليب حديثة وتبادل الخبرات بين المشاركين، لكنه أشار إلى عدم مشاركته في بعض الورش مثل تلك التي  تركز على الجانب الذاتي للشخص مثل ورش "اكتشف نفسك"، و"كيف تكون مبدعا" وغيرها، معتبرا أن هذا النوع من الورش "مضيعة للوقت" ولا يحقق الفائدة المرجوة، ولا يمكن تطبيقها لتطوير العمل أو اختصار الجهد. لكنه أشار إلى أن هناك ورش عملية تحفز أكثر على الإنتاج والإبداع والابتكار، وتشرح للمتلقي كيفية استخدام التطبيقات الحديثة، كما تساند وتنظم الأعمال وتحفز على تجربة أشياء جديدة وتغير روتين العمل اليومي.

أما هيثم بن حميد البادي فقال إن الدورات التدريبية مفيدة ولكن الأمر يعتمد على عدة عناصر، وهي مركز التدريب المستضيف للورشة والمحاضر المقدم للورشة، وكذلك جدية الموظف المشارك في تلقي الاستفادة، فالبعض يعتبرها فسحة لكسر الروتين، بمعنى أنه ليس من الضروري أن يستفيد أكثر من كونه تسجيل حضور حتى يتبين للمؤسسة التي أرسلته بوجوده، على الرغم من صرف الكثير من الأموال لها. لكن في الجانب الآخر، أوضح حميد أن بعض المؤسسات تطبق نظام "التغذية الراجعة" حتى تتأكد من مدى أهمية هذه الدورات من خلال حلقات عمل منفصلة تعقدها مع من شاركوا في الورش التدريبية للوقوف على مدى استفادتهم منها. وأشار حميد إلى أهمية وضع معايير معينة للموظفين الذين يجب أن يخضعوا لمثل هذه الورش، كما يجب أن تركز الجهة المنظمة على جانب التطبيق وليس مجرد الحشو في تقديم المعلومات في هذه الورش. وتابع القول: "إذا قامت المؤسسة بعقد دورات تدريبية للارتقاء بالجانب الإداري ثم لم يستخدم المتدربون ما تعلموه من مهارات في عملهم فإن الدورة التدريبية تكون قد فشلت". ويرى البادي أن هناك الكثير من الأسباب تقف وراء هذا الفشل، من بينها أن الدورة التدريبية تركز بصورة كبيرة للغاية على الجانب النظري دون التطبيقي، باستثناء جوانب قليلة للغاية، أو أن الفئة المستهدفة من التدريب ليست لديها الرغبة في التعلم، فبعض الموظفين- مثلا- لن يغيروا أساليبهم الإدارية حتى لو شارك في مئات الدورات، كما إن بعض بيئات العمل لا تساعد على تطبيق ما يتم التدريب عليه، وأخيرا بعض الدورات لا تكون ذات علاقة بالعمل، بل هي مجرد استهلاك للميزانية المخصصة للتدريب وحسب.

تعليق عبر الفيس بوك