الكرة الذهبية .. حظوظ المنافسة!

 

حسين بن علي الغافري

كما كان متوقعاً فقد حصد النجم الهولندي فيرجيل فان دايك جائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم بعد أدائه الثابت وقيادته لناديه ليفربول الإنجليزي للقب البطولة، فيما حقق الأرجنتيني ليونيل ميسي لقب الهداف. ونحن على بعد شهور قليلة من الآن يمكن أن نقول بأن صراع لقب "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في العالم اتضحت معالمه الثلاثة بشكل كبير، فالمنافسة تبدو محصورة بين الهولندي فان دايك والأرجنتيني ليونيل ميسي والغاني سايدو ماني وبنسبة أقل البرتغالي كريستيانو رونالدو. المفاجأة الكبيرة تمثلت في حضور النجمين البرتغالي والأرجنتيني إلى حفل اليويفا هذه المرة رغم حظوظهما الضئيلة في تحقيق اللقب وهو أمر على غير العادة خلال الأعوام الماضية عندما تبدو الأمور محسومة لغيرهما.

يبدو أنَّ تحقيق فان دايك للجائزة يدفعنا إلى توقع أن مستوى منافسة الأرجنتيني ميسي للقبه السادس كأفضل لاعب بالعالم ستكون صعبة في نهاية المشوار، فمباراة الإياب التي خسرها برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا برباعية ثقيلة نقطة سلبية كبيرة في منافسته على اللقب، أضف إلى ذلك خسارة لقب الكأس الإسباني أمام فالنسيا بهدفين دون رد، والخروج المرّ أمام البرازيل بهدفين دون رد في كوبا أمريكا الأخيرة، كلها عوامل تعكس أن رؤية بطل جديد واردة بشكل كبير هذه المرة. في الجانب الآخر فالدون البرتغالي رونالدو كان مشواره قصيراً في دوري الأبطال وودّع البطولة أمام أياكس الهولندي في ثمن النهائي وحسمه للقب الدوري ليس بمقياس كبير لينافس على اللقب هذا العام إذا ما علمنا بأن نادي السيدة العجوزلا يُعاني أي أمر في تحقيق البطولة المحلية وفعلها خلال سبع مواسم متتالية قبل مجيئه. فان دايك كان له دور كبير في اللقب الأوروبي والدوري الإنجليزي الذي حقق فريقه مركز الوصافة، وقد حقق فان دايك لقب أفضل لاعب في البريمرليغ، وهو أول مدافع يحصد جائزة أفضل لاعب المُقدمة من اليويفا التي انطلقت في عام 2011 ننتظر عريسا جديدا في نهاية العام للكرة الذهبية ولكن ما أراه خلال الأشهر القادمة قبل موعد الجائزة هو تأثير الماكينة الإعلامية الهائلة التي ستبدأ عملها كما جرت العادة من خلال الإعلام الأرجنتيني والكتالوني والمسوقين للنجم الأرجنتيني ميسي والشركات الراعية، كلها ستكون لها كلمة كبيرة في التأثير بشكل أو بآخر في دفع أسهم ميسي عالياً خصوصاً إذا ما صاحبه تألق وأهداف مع ناديه برشلونة خلال المرحلة الأخيرة التي ستستبق إعلان التتويج، وقد شاهدنا أمرا مماثلا في الأعوام المنصرمة عندما حقق اللقب في عام 2010 رغم أن الهولندي شنايدر كان أحق بحسب رأي الكثيرين نظرا لقيادته ناديه إنتر الإيطالي للثلاثية المتمثلة في دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا والدوري المحلي، فضلا عن وصافة كأس العالم. الأمر مماثل عندما حقق اللقب البرتغالي رونالدو في عام 2013.

إجمالاً، تقييم تحقيق لقب الأفضل والكرة الذهبية يخضع لمعايير مختلفة ولو أن "الأفضل" تعتمد بشكل كبير على الصحفيين والمدربين وقادة المنتخبات من اللاعبين بنسبة كبيرة، في المقابل معايير مختلفة يتم تحديدها في جائرة فرانس فوتبول المعنية بالكرة الذهبية، ومع ذلك يبقى النقاش وارد بشكل كبير في الجائزتين.

HussainGhafri@gmail.com