فقــــدان


ياسين سعيد الحيديري | اليمن

جثمت على ركبتيها مفترشة التراب أمام
 ثلاثة قبور متقاربة
ماتزال تربتهم رطبة
ألصقت كفيها وفردتهما إلى السماء لقراءة  الفاتحة
دعت للجميع بالرحمة والمغفرة
مسحت دمعاتها المتساقطة بكم عبائتها.
مات الأب  الحنون.. والزوج المحب .. والولد الصالح.
إلا هى ..
فقدتهم جميعاً في لحظة واحدة
إثر  ضربة صاروخ على منزلهم في ليلة لم تشرق لها شمس.
 ومازالت رحى المعركة دائرة تحصد المزيد
 في البعيد يتبادر إلى سمعها أصوات متقطعة لطلقات نارية، بكافة الأسلحة .
السماء ملبدة بالأدخنة والغبار المتصاعد نتيجة القصف.
تمتمت كمن يصلي بسكون رب
فقدت الصدور الحنونة التي غادرتني إليك
 انعدم الأمان لدي  من بعدهم
 أوااااه ..
يا إلهي انعدمت رغبتي بالحياة
فردني إليك ردا جميلاً
 يا الله أنزلْ رحمتك بنا ما لهذا خلقنا .
ارحم هذا الكوكب فقد أتتك أرضه وسماه طائعتين.
غادرت المقبرة تسحب عبائتها المسربلة
غير عابئة بجرفها للأتربة والأوساخ
 تكاد لا ترى ولا تسمع شيئا حولها.
خطوتين هما التي خطتهما في الشارع
ليرتطم جسدها بطقم عسكري كان ينطلق بسرعة جنونية   .
ألقاها إلى باب المقبرة جثة هامدة .
بينما وأصل السائق سيره غير مكترث بما عمل .

 

تعليق عبر الفيس بوك