"بوندسليجا" جديدة!!

 

 

حسين بن علي الغافري

حقَّق انتقالُ الدولي البرازيلي فيليب كوتينهو إلى العِملاق الألماني بايرن ميونخ زخمًا جماهيريًّا واسعًا في ظلِّ التطورات التي عاشها خلال فترة الصيف، وارتباط اسمه مع الاستمرار أو العودة للدوري الإنجليزي أو حتى اقترانه في صفقة ضَم نيمار حتى اللحظة. وفي الأخير، كانت محطته "غير المتوقعة" هي رحيله إلى العملاق البافاري، ولعلها خُطوة موفقة للغاية وتحدٍّ جديد قد يمنحه فرصة لإعادة البريق لإمكانياته التي تعطلت في برشلونة لأسباب كثيرة؛ ففي برشلونة كان جزءًا من كتيبة نجوم وحجم الطموحات والضغوط في كل مباراة يتضاعف مع تقدم الموسم، ولا ننسى مركز نشاطه في الميدان الذي قد يكون ملتزما بدور محدد يصعب منحه الحرية الكاملة في تحركاته مثلما كان يفعل ويبرز في ليفربول ناديه السابق. كوتينهو اختار الخيار السليم بابتعاده عن الضغوط جميعها؛ فعودته إلى ليفربول أو انتقاله لأحد الأندية الإنجليزية سيدخله في مقارنات سابقة، وحجم الآمال قد تكون فوق طاقته، كما أنَّ وجوده بنادي باريس سان جيرمان كخليفة لنيمار يبقى صعبًا للغاية والخوف من الفشل. خيار بايرن مُوفَّق لأبعد الحدود؛ فهو أمام فترة مناسبة لاكتشاف نفسه بفريق عريق ويملك طموحات عالية، والضغوط الإعلامية والرصد المستمر ضئيل للغاية وحجم المنافسة مع بقية المنافسين دائماً ما يكُون لصالح البايرن وفي مناسبات قليلة تتحول الكفة في ختام الموسم إلى البقية كدورتموند وشالكه وليفركوزن... وغيرهم.

وفي المقابل، تبدو المنافسة على لقب الدوري الألماني مثيرة هذا العام؛ فحتى الجولة الثانية أثبت بروسيا دورتموند نواياه وعزمه على صناعة لقب جديد غائب منذ أيام المدرب الألماني يورجن كلوب الذي قاده لآخر تتويج في العام 2012، دورتموند فريق ممتع، وكان العام الماضي في منافسه محتدمة خسرها لصالح البافاري، وتعزيز صفوفه بأسماء كبيرة وطموحة مثل الهداف الإسباني ألكاسير والبلجيكي فيتسل والمخضرم الألماني رويس وزميله جوتزه والنجم سانشو وجاريرو، ولا ننسى أشرف حكيمي وغيرهم في كل الخطوط يدفعنا للتفاؤل في إثارة قادمة. النادي البافاري كذلك جدَّد في عناصره كأمثال فيليب كوتينهو على سبيل الإعارة مع عدم إلزامية الشراء نهاية الموسم، والكرواتي بيرسيتش ولوكاس هيرنانديز مع بقية الأسماء الكبيرة التي يملكها الفريق بدء من مانويل نوير عملاق الحراسة الألمانية وانتهاء بالبولندي روبرت ليفاندوفسكي.

هذا العام نحن على مَوْعِد مُثِير حقاً تعيشه البوندسليجا خصوصاً مع تنافسية بايرن ودورتموند كما جرت العادة في الأعوام الأخيرة. ولعلَّ هذه التنافسية مطلوب مُضاعفتها مع تعزيزها ببقية الأندية لتكون ندًّا فعليًّا وصناعة أندية تكون في حجم المنافسة وليس البقاء في الظل خلف الفريقين. وهي مشكلة تعاني منها البطولة الألمانية حالها كحال عدد من الدوريات الأوروبية التي يتصدر مشهدها فريق واحد يسيطر على المنافسة وينهي الأمور قبل الختام بأسابيع عديدة. ولكن يبدو هذا العام ننتظر شكل آخر أقل؛ الأمر كما ذكرت من دورتموند.