ترجمة- رنا عبد الحكيم

يعكف الزوجان أناستازيا وسيرجي لوتسينكو، وهما فنانان موهوبان من مدينة كراسنويارسك الروسية، على صناعة دمى شبيه بالإنسان، وقد نالا شهرة في جميع أنحاء العالم باعتبارهما من أكثر صناع الدمى دقة، ويمكنهم قضاء عدة أشهر على قطعة واحدة، لكن ما يجعل المنتج النهائي مثيرًا للإعجاب هو اهتمامهم البالغ بالتفاصيل.

والقول إن دمى لوتسينكوس تبدو وكأنها إنسانا صغير الحجم، لا ينطوي على كثير من المبالغة، فمن خلال عيونها اللامعة والوجوه المتناسبة تمامًا والتفاصيل المرسومة بعناية مثل النمش والشامات، تبدو هذه الدمى حقيقية لدرجة أنها غالبًا ما تظهر وكأنها أشخاص مصغرون. وإلى جانب ما تتسم به من محاكاة للواقع، تتميز هذه الدمى بأنها لا تتشابه مطلقا، فليس هناك دميتان متشابهتان، وجميعها مصنوعة ومُرسومة يدويًا، كما إنها قابلة للتغيير بشكل كبير، حيث يمكن للمالكين تغيير ملابسهم وملحقاتهم وكذلك الشعر المستعار.

أناستازيا وسيرجي لوتسينكو فنانان محترفان وخريجا كلية كراسنودار للفنون وجامعة كوبان الحكومية للثقافة والفنون، ومع ذلك، لم يتدربوا أبدًا على صناعة الدُمى. ففي خلال عامها الأخير في الجامعة، بدأت أنستازيا محاولتها في صناعة المجوهرات باستخدام البوليمر، وقررت استخدام المواد لإنشاء دمية لأحد معلميها، كهدية عيد ميلاد. واستغرق الأمر أسبوعين، واجهت خلالها العديد من المشكلات، لكن العملية أثارت اهتمامها أيضًا.

وبدأ الفنانان في صنع الدمى عام 2011 وما زالا يتعلمان، لكن مهارتهما كانت بالتأكيد تجذب الكثير من الاهتمام من هواة جامعي الدمى.

وتُباع دمى لوتسينكو بعشرات الآلاف من الروبل الروسي، لكن السعر لم يقف حائلا أبدًا أمام الراغبين في الشراء؛ حيث يبدي هواة جمع الدمُى في روسيا وكذلك دول أجنبية مثل ألمانيا والمملكة المتحدة استعدادهم لدفع أي مبلغ للحصول على  هذه التحف المذهلة.