قِبْلَةُ النُّور


إبراهيم محمد الهمداني| اليمن
قصيدة بمناسبة عيد الغدير الأغر
***
إليك أخا "طه" تُشدُّ الركائبُ
وترجو نداك المترعاتُ السحائبُ
//
وتمتاحُ منك الشمسُ آيةَ نورِها
وتزهو بما أفضى سناك الكواكبُ
//
"عليٌّ" به تعلو المكارمُ.. والعلا
إليه انتمى.. والحق فيه مصاحبُ
//
له انصاعتْ الأكوانُ حباً ورهبةً
ودانت له الأفلاكُ... والحقُ غالبُ
//
تشدُّ عُرى الإسلامِ ضربةُ سيفِهِ
ومن بأسه خزياً تذوقُ الكتائبُ
//
به ينهمي الإعجازُ سحراً ودهشةً
وآياتُهُ فيها تذوبُ العجائبُ
//
إليه تعودُ الشمسُ من عينِ مائِها
مشارقُها قامتْ له والمغاربُ
//
"عليٌّ" أمان الخائفين... وباسمه
تُرَدُّ - عن الراجين فيه - النوائبُ
//
تهونُ منايا الدهرِ.. إنْ قلتُ "يا عليْ"
وتُدفعُ أخطارٌ... وتذوي مصائبُ
//
إليك "أبا السبطين" يا قبلة الرجا
تحثُّ الخطى روحٌ... ويرجوك طالبُ
//
فأنتَ صراطُ اللهِ والنورُ والهدى
وموضعُ علمٍ.. لا يواريه حاجبُ
//
وأنتَ كتابُ اللهِ.. والنبأُ الذي
به جحدوا حقَّاً.. وماراهُ* كاذبُ
//
ببابِكَ روحي... يا يقيني وحجتي...  
وحاشاكَ يشقى فيكَ راجٍ وراغبُ
//
وأنتَ رجائي "يا عليُّ"... وحاجتي
بأمركَ... إذ صلَّتْ عليك الرغائبُ
//
عليك سلامُ اللهِ يا إرثَ آدمٍ
ويا سرَّ "كُنْ"... والكونُ في الماءِ ذائبُ
//
ومِنْ نفس طه كان هارونه الذي
به فاز من والى... ويشقى النواصبُ
//
وليُّكمُ الرحمن.. والمصطفى.. ومن
بخاتمه زكَّى... إلى الله راغبُ
//
ومن كنتُ مولاهُ فمولاهُ - مطلقاً -
عليٌّ... بهذا بايعته المواكبُ
//
وما ضرَّ نور الله أن صار بينهم
غريباً... وهم بالليل خانوا وغالبوا
//
فقد نصرته الكائنات... وأشرقتْ
به فتيةٌ للحق قاموا وصاحبوا
//
هنا "ذو الفقار" اليوم... تهوي مهابة
- مُذ استلَّهُ ابن البدر - منه الثواقبُ
//
وحيدرُنا الكرارُ قد عاد فاتحاً
وخيبرُ أعيتها إليه المذاهبُ
//
تروم محالاً... "يبلغُ اللهُ أمرَه"
- حقيقٌ - وهل ينجو من الموتِ هاربُ
....................
هامش: * ماراهُ: أي جادله وأنكره

 

تعليق عبر الفيس بوك