"علم الجهل"

جابر حسين العماني

جميعنا قد سمع حتماً بالمعارف العلمية كعلم الكيمياء، والفيزياء، والهندسة...وغيرها من العلوم، ولكن أغلبنا لم يسمع بعلم الجهل والتجهيل، فيا ترى ما هو هذا العلم وما هي حقيقته؟

إنَّ علم الجهل والتجهيل هو علمٌ قديم خُبِّئ في مراكز أبحاث غربية تهدف لنشر الجهل بين أوساط الشعوب النامية؛ بهدف التمكن من السيطرة والهيمنة والاستحواذ عليها.

فهذا العلم قد سخر من أجل صناعة وإرساء مفاهيم الجهل بين الناس، وهو قد أصبح بدوره وإلى يومنا هذا جزءاً من العلوم الحديثة التي تعتمد على مستندات علمية وبحثية يقوم عليها باحثون ومتخصصون همهم الأساس، لا بل شغلهم الشاغل أضحى تكوين أبحاث علمية مزيفة يهدفون من خلالها تضليل المجتمع البشري عبر تزويده بمعلومات مزيفة لا أساس لها من الصحة؛ وذلك باستخدامهم لأساليب كاذبة وملتوية توحي دائماً بالصدق، وعدم الشك، وهذا مابينته مجموعة من المصادر من بينها:

 

* كتاب هندسة الجهل - د. نعمات أحمد

* كتاب هجوم على العقل - للكاتب آل جور الامريكي

* كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة - نعوم تشومسكي الأمريكي المفكر المشهور

* كتاب التضليل الكلامي وآليات السيطرة على الرأي - د.كلود يونان

* كتاب بعيون غربية - د.عبدالوهاب المسيري

هذه المؤلفات تطرقت بشكل مباشر وغير مباشر للحديث عن هذا العلم الذي بات يثير قلق المجتمع، ويزرع ثقافة الشك والخوف والحيرة في الداخل الاجتماعي؛ وذلك من خلال نشر الشائعات وبث المعلومات الخاطئة؛ وذلك بُغية التأثير على تفكير الناس، والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح، وعلى رأسهم التجار والسياسيون.

فأوَّل من أسس هذا العلم واهتم بتعليمه ونشره هي المؤسسات التجارية الكبرى العابرة للقارات، والتي بدورها استطاعت بذخ الأموال وبشكل هائل من أجل إقناع الكثير من المجتمعات بأهمية الجهل والتجهيل الذي بات اليوم يمارسه الكثير من الناس من حيث لا يعلمون، غير عابئين بمدى صدقيته وبتأثيره فيما بعد عليهم.

لذا؛ ومن أجل مُعالجة المجتمع من هذه الآفة التي ستحل به لابد من التنوير الديني، والذي من خلاله وحده يستطيع المجتمع استخدام العقل بالشكل المطلوب.

فالإسلام عندما جَاء كان هدفه الأول والأخير القضاء على الجهل وإعطاء العقل حقه في التفكير والتنوير، من هنا ركز على أهمية التعليم وجعله من أهم أولوياته.

فالتعليم هو الأساس، لا بل المساعد الأول في نهضة الشعوب والسير بها قدماً نحو تحقيق النهضة الفكرية الحقيقية؛ فالعلم والمعرفة أساس كل شيء ومن دونهما لن نحقق ما نصبو إليه.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

* أكثر النّاس قيمةً أكثرهم علمًا، وأقلّ النّاس قيمةً أقلّهم علمًا.

* أفضلكم، أفضلكم معرفةً.

وقال الإمام عليّ:

* قيمة كلّ امرئ ما يعلمه.

* ألا لا يستحيينّ من لا يعلم أن يتعلّم، فإنّ قيمة كلّ امرئ ما يعلم.

*النّاس أبناء ما يحسنون، وقدر كلّ امرئ ما يحسن، فتكلّموا في العلم تبيّن أقداركم.

* ينبئ عن قيمة كلّ امرئ علمه وعقله.

* ينبئ عن فضلك علمك وعن إفضالك بذلك.

* يا مؤمن، إنّ هذا العلم والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلّمها، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك، فإنّ بالعلم تهتدي إلى ربّك.

* يتفاضل النّاس بالعلوم والعقول لا بالأموال والأصول.

* لا يعرف الرّجل إلّا بعلمه، كما لا يعرف الغريب من الشّجر إلّا عند حضور الثّمر، فتدلّ الأثمار على أصولها.

* لا تستعظمنّ أحدًا حتّى تستكشف معرفته.

وأخيراً.. ما ينبغي أن ندركه جيداً هو أن الجهل هو الداء والعلم هو الشفاء، وهذا يعني أن دواءنا الوحيد لمحاربة الجهل والتجهيل هو العلم، فبه وحده نستطيع شن الحروب العلمية على الجهل غارة بعد غارة حتى نستطيع إجلاءه عن أوطاننا وبلادنا، لننعم بعدها بحياة سعيدة وكريمة.

وثمَّة دواء آخر وهو أن نهتم بإسلامنا وديننا أولاً وآخراً، وعلينا الاهتمام أيضاً بعقيدتنا وعبادتنا للواحد الأحد من خلال التعرف جيداً على ديننا والاهتمام بدراسة العلوم الكونية كالتربية والصناعة والزراعة والتجارة والهندسة والاقتصاد وذلك من أجل تكوين حياة المجد والقوة والعظمة لأنفسنا ولأوطاننا ولنتمكن من صناعة الازدهار والتقدم الاجتماعي في المجتمع.