ندوة ثقافية تسبر الرؤية الفكرية والسيرة الذاتية للصحابي الجليل

باحثون: مازن بن غضوبة من العلماء المساهمين في بناء الحضارة الإسلامية على مدى العصور

...
...
...
...
...
...
...
...

 

الرؤية - مريم البادية

سلَّط مُثقفون وأكاديميون الضوءَ على السيرة النيرة والرؤية الفكرية للصحابي الجليل مازن بن غضوبة الطائي؛ وذلك في ندوة أقيمت في النادي الثقافي، أمس، بعنوان "الصحابي مازن بن غضوبة الطائي.. أثره ورؤيته الفكرية"، بمشاركة نخبة من الباحثين المتخصصين من داخل السلطنة؛ للوقوف على ما جاء من سيرة هذا الصحابي الجليل، وأدار الندوة الإعلامي الدكتور سيف بن سالم الهادي.

وركَّزتْ الندوة على خمسة محاور أساسية؛ أولها: "الحياة الاجتماعية في عُمان قبل الإسلام" وقدمها الدكتور محمد بن ناصر المنذري؛ الذي عمل مستشارا للبرامج الدينية بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون. وتناول المحور الأول المكان والزمان اللذين عاش فيهما الصحابي مازن بن غضوبة؛ فالمكان هو عُمان بجغرافيتها في ذلك العصر؛ حيث كانت عُمان ذات الاستقلال السياسي، مملكة تقع في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتحتل موقعاً متميزاً؛ فهي بوابة الوطن العربي من الجهة الشرقية، وتعد منطقة رأس الحد آخر نقطة فيها. وركز المنذري في الفصل الثاني على مكانته الأسرية والقبلية وهي مكانة رفيعة ومن قبيلة عربية كبيرة هي قبيلة "طي"، التي لها انتشار واسع في الجزيرة العربية. وناقش المنذري الدين في المجتمع العُماني قبل الإسلام، وقال إنه لا يختلف عما دان به العرب في الجزيرة العربية؛ حيث كان معظمهم يدينون بالوثنية وعبادة الأصنام بعد أن انحرفوا عن حنيفية دين إبراهيم عليه السلام. وبعدها، عرَّج على الأوضاع المعيشية في عُمان في عصر الصحابي مازن بن غضوبة، حيث كانت عُمان في تلك الحقبة من التاريخ في ازدهار معيشي، ففيها التجارة والزراعة والصناعة؛ مما كان له الأثر في أن تكون عُمان بأسواقها الشهيرة محلَّ اهتمام عرب الجزيرة العربية وغيرهم، وبعدها انتقل إلى عمل ومكانة كل من الرجل والمرأة في عصر الصحابي مازن بن غضوبة، وقال إن عُمان هي من البلاد الحضرية التي اشتغل أهلها بالزراعة والتجارة والصناعة، وعرف رجالها بركوب البحر، واشتهروا بالملاحة، ومكانة الرجل في تلك الحقبة هو السيد المطاع، ولم يكن للمرأة نفس التقدير والإجلال، حتى جاء دين الله القويم فرفع مكانة المرأة. واختتم بالحديث عن العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العُماني في ذلك العصر.

أعقب ذلك، تقديم الدكتور بدر بن هلال العلوي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، للمحور الثاني من الندوة؛ حيث استعرض نسبه وحياته، فقال إن مازن بن غضوبة أول من أسلم من أهل عُمان حسب رواية المؤرخين، والذي كان أحد الأشخاص المشهورين في مدينة سمائل؛ حيث كان سادنا لصنم يعبده اسمه (ناجر أو باجر)، ويعبده بنو خطامة وبنو الصامت من طي.

فيما تناول المحور الثالث "إسلام مازن بن غضوبة وأهل عُمان"، وقدمه الدكتور المكرم إسماعيل الأغبري عضو مجلس الدولة، فيما قدم الدكتور راشد الحارثي عميد كلية العلوم الشرعية للشؤون الإدارية والمالية، محورًا، تحدث فيه عن عائلة مازن بن غضوبة الذين اشتهروا بالعلم وأسهموا في الحضارة الاسلامية على مدى العصور، وقد بدأ الحديث بقصة إسلام مازن بن غضوبة التي تناقلها علماء الحديث وتراجم العلماء عبر العصور، ثم بعد ذلك تتبَّع الحارثي نسب مازن من ذريته من أهل العلم، والذي وُجِدت له تراجم في كتب الرواية تزيد على اثنتي عشرة شخصية من أحفاده؛ بدءا من بحرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن وأولاده وأحفاده، وكان من أشهر أحفاد مازن علي بن حرب الذي ترك آثارا جليلة من رواية حديث وأدب وشعر.

تعليق عبر الفيس بوك