الشر سيُهزم.. والخير غلَّاب

حمد بن سالم العلوي

لقد تعوَّدنا في سلطنة عُمان عندما تُستدعَى النائحات والبكائيات ضد السلطنة، وتحشد على طول الأرض وعرضها، وأينما تصل الشيكات والتحويلات البنكية، تجد من يلوك في اسم عُمان، حتى إنَّ هذا البعض لا يُجيد نطق اسم عُمان، فبعضهم ينطقها باسم "عمَّان" بسبب شدة جَهله، وهُنا أعلم أن شياطين الإنس يحيكون لمصيبة ما في مكان ما، وهذا يحدث لسببين؛ أولهما: إشغال عُمان بالدفاع عن نفسها حسب زعمهم، حتى لا تستنكر أفعالهم المقززة، وثانيهما: صرف نظر الرأي العام عن أفعالهم المخزية؛ وذلك بتوجيه متابعيهم لمتابعة الزوابع التي تُثار ظُلماً وعدواناً ضد السلطنة، وما جَرَى مؤخراً يهدف لتغطية جريمة تقسيم اليمن؛ ظناً منهم أن الناس قد نسوا موضوع إعادة الشرعية، وهي مجرد شماعة لخطة مُبيتة لتدمير اليمن، والاستحواذ على خيراته الظاهرة، أو تلك الكامنة في باطن الأرض، وستأتي الرياح بما لا تشتهي سفنهم.

إنَّ السلطنة لم تعُد تحتاج إلى كثير مشقة لنفي الأكاذيب التي تُساق ضدها؛ فالناس الطبيعيون يعرفون جيداً نهج عُمان؛ فيُنصفونها بالدفاع عنها بحكم معرفتهم لها، ولأنهم لم يجربوا عليها أية أفعال غير سوية. أما دول العالم، فهي تعرف عُمان حق المعرفة؛ لذلك لا يُصدقون أكاذيب أولئك الكذابين، الذين أخذوا يجاهرون بقلة الأدب تجاه عُمان؛ وذلك بعدما انقشع حاجز الحياء عن وجوههم، وبعدما فَجَرُوا بتصرفاتهم الخبيثة، والفجور يهتك الحياء، ويفسد الأخلاق أيما إفساد.

إنَّ مرحلة الصَّعلكة التي ظننا أنها ذهبت مع زمن الجاهلية، قد عادت بسبب عودة الأسباب السابقة، وهي الجاهلية الحديثة، وعُمان التي ظلَّت على مدى التاريخ القديم والحديث تنهج نهج الاستقامة والاعتدال، ونشر سبل العدالة والحق والسلام، لم يحفظها من هول ما يدور حولها، إلاّ رب العزة والجلال ثم قادتها الحكماء، ورجالها الأوفياء، ولو أنهم فرَّطوا في حق ربِّهم لسلط عليهم من هو أظلم منهم، ولكن ثبت أن أهل عُمان أوفياء للعهود والمواثيق؛ لذلك امتدحهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله الشريف: "لو أهل عُمان أتيت ما سبوك وما ضربوك"، وهو لم يَزُر عُمان في حياته، ولم يعايش أهلها حتى يكون لديه هذا الانطباع الجميل عن عُمان وأهلها، لكننا نعلم أنه لا ينطق عن الهوى، وليس بالشاعر المداح للناس رياء.

إنَّ الحَسَد والجُور جَعل المُفسدين في الأرض يبغضون عُمان والكيد لها؛ لأن الله ميَّز عُمان وأهلها وقادتها، بميزات وكرامات كثيرة، ومنها ميزتا الأخلاق وحب الناس؛ فليس لهؤلاء الأبالسة حظ في شيء من ذلك، إذن فلا عجب أن تكون عُمان شعباً وأرضاً وسلطاناً ليسوا مثلكم، وفي اختلافنا عنكم رحمة للناس وللمنطقة بل وللعالم أجمع، أن يظل هناك من يرفع مشاعل الخير، وسط بحور متلاطمة من الظلم والجور والفساد في الأرض؛ فأصبح جراء الشَّر يبتزُّون الناس بأفلام قذرة، قد تكون سُجِّلت بغفلة منهم، وأفعال نهى عنها الخُلق والدين، وقد يكون بعضها حقيقيًّا، ولكن معظمها معدلة لأهدافهم النتنة، التي يخجل منها الشيطان الرجيم.

فإنَّ لكم أن تتصوَّروا لو كانت عُمان مثلهم -وأقصد هنا شياطين الإنس- ما هو مقدار الشَّر الذي سيحل بالمنطقة، إذن لا بد من موازنة الشَّر بالخير، ويجب أن تكون الغلبة للخير حتى لا يطغى هذا على ذاك؛ لذلك ظل الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية رابط حقائب السفر، ليطفئ الحرائق في المنطقة، لذلك تم خصُّه من قبلهم بفبركة لو كان معهم لكانت كافية بعزله، وشديد جهلهم لا يجعلهم يعرفون كيف تسير الأمور في عُمان، ولكن العالم يُصغي عندما تتكلم عُمان، ويعرف أنَّ في خاتمة كلامها السلام، وبعدما يرقص الواهمون رقصة الخيبة والغرور، حتماً سيعودون إلى مسقط يطلبون السلام؛ لأن مفاتيح الخير في الأيادي الخيِّرة.

وأخيراً.. نقول: حفظ الله عُمان، وسلطانها، والمنطقة من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وفساد المفسدين.. اللهم آمين يا رب العالمين.