على شرفاتها تغفو نجومٌ


زين العابدين الضبيبي | اليمن

هنا وطنٌ يجوعُ بنا ويعرى
وشعبٌ لا استراحَ ولا استقرَّا
//
تُقلِّبُهُ الحروبُ على لظاها
ويطمسهُ العنا سطراً فسطرا
//
هنا وطنٌ مآذنهُ سيوفٌ
بجزِّ رقابنا، تسمو وتثرى
//
أصابعنا خناجرُ قاتلينا
لأنَّا بالحياةِ أشدُّ كفرا
//
على اسمِ اللهِ تحصدنا المآسي
ونقتسمُ النوى قبراً فقبرا
//
وفوقَ جلودنا زمنُ احتضارٍ
تمنَّى موتهُ ليعيش حُرَّا
//
إن ابتسمتْ لنا شفتا نبيٍّ
تفجَّرتِ الصدورُ دماً وقهرا
//
ونكبرُ كلّ ثانيتينِ حزناً
يقيناً.. أننا بالحزنِ أثرى
//
وكانَ لنا قُبيل الحربِ دارٌ
تُضاحكُ وردةً وتضمُّ نهرا
//
على شرفاتها تغفو نجومٌ
وفوقَ سطوحها الصلواتِ تذرى
//
وكانَ لنا بلادٌ من أغانٍ
نهيمُ بعشقها، ونجودُ عُمرا
//
يوُحدها دمٌ وفمٌ وعشقٌ  
لهُ بينَ الجوانحِ كلَّ مجرى
//
إذا مرضتْ "يريمُ" بكتْ "تريمٌ"
وإن "صنعا" شدتْ رقصتْ "سقطرى"
//
وبينَ جبالها تمشي الحكايا
وتُصغي كلُّ رابيةٍ لأخرى
//
وكانَ البحرُ يلثمُ راحتيها
بلهفةِ عاشقٍ ويهيمُ سُكرا
//
وكانَ جنوبها للكونِ شمساً
وكانَ شمالُها للبدرِ مسرى
//
وكانَ "الوعلُ" يحرسُ جنتيها
وتنقُشها السما في اللوحِ شعرا
//
فوافى للشتاتِ بنو شتاتٍ
ولو طلبوا المحالَ لكانَ أحرى
//
وأضمرتِ "الضباعُ" لها النوايا
 وها هي ب "الضباعِ" تضيقُ صبرا
//
غداً تثبُ البلادُ ومن عليها
ليعلمَ من تخلَّفَ أو أبرَّا
//
شبابيكُ المكائدِ من سرابٍ
وموالُ الشتاتِ حديثُ صحرا.

 

تعليق عبر الفيس بوك