طرحوا أفكارا ومقترحات طموحة لتعزيز جاذبية المواقع السياحية المحلية

مواطنون ومقيمون: الإجازات الطويلة فرصة لتنشيط السياحة الداخلية.. ونقص الخدمات أبرز التحديات

...
...
...
...
...
...
...

 

الهوتي: منصات التواصل الاجتماعي زادت الوعي بمستوى الخدمات السياحية ومقارنتها داخليا وخارجيا

الحسني: هيئة مستقلة لتنشيط القطاع وفرق تطوعية شبابية في مبادرة "الكشافة السياحية"

 

 

 

 

 

طرح مواطنون ومقيمون عددًا من الأفكار والمقترحات الهادفة إلى تنشيط وتفعيل السياحة الداخلية في السلطنة والاستفادة من الإجازات الطويلة، مثلما كانت عليه إجازة عيد الأضحى المبارك والتي امتدت إلى 9 أيام. وأشار المشاركون في استطلاع "الرؤية" إلى أنّ السياحة الداخلية في السلطنة تحتاج إلى مزيد من التفاعل والجدية في الاستثمار، للتغلب على ظاهرة إقبال المواطنين والمقيمين على عروض السياحية الخارجية أكثر من إقبالهم على السياحة الداخلية، في ظل المنافسة القوية والعروض المغرية من خطوط الطيران ورخص الخدمات السياحية خارجيا مقارنة بأسعار القطاع المحلي بحسب تجارب بعضهم.

وبحسب أحدث بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، فقد تراجع عدد زوار موسم صلالة السياحي بنسبة 6.1%؛ حيث بلغ عدد الزوار حتى نهاية 16 أغسطس الجاري 631582 زائرا مقارنة بـ 672740 زائرا لنفس الفترة من العام الماضي، وشكّل العمانيون ما نسبته 70.5% والإماراتيون 7.6%، وبقية مواطني دول مجلس التعاون 9.2%.

 

 

 

الرؤية - أحمد الجهوري

 

وقال يوسف بن أحمد الهوتي إنّ منظمة السياحة العالمية تعرف أي عملية تنقل من نقطة (أ) إلى النقطة (ب) في الحدود الجغرافية للبلد لمدة ليلة واحدة بهدف الاستجمام والترفيه، ضمن إطار السياحة الداخلية، مشيرا إلى أنّ معظم السياحة في السلطنة هي سياحة داخلية يقوم بها مواطنون، وليس وافدين، لأنّ أغلب الوافدين يذهبون إلى الموقع السياحي والعودة إلى منازلهم في اليوم نفسه، أمّا العمانيون فيفضلون المكوث بالموقع السياحي مثل صلالة أو الجبل الأخضر أو مسندم لعدة أيام.

وأضاف الهوتي أنّ السياحة الداخلية مهمة جدا، داعيا إلى تنشيطها بخفض تكاليف النقل الداخلي في سيارات الأجرة، لأنّ أسعار التنقل المحلية أعلى بكثير مقارنة بنظيراتها في دول أخرى. واقترح إنشاء مزيد من شركة الطيران للرحلات الداخلية لربط مطارات (مسقط - صلالة - خصب - الدقم - صحار) على ألا يتجاوز سعر التذكرة في الصيف 25 ريالا لأطول رحلة وفي الموسم الشتوي لا تتجاوز 35 ريالا، وطرح عروض ترفيهية عبر النقل البحري بالتنسيق مع الفنادق بسعر مقبول.

واشار الهوتي إلى أن تكلفة الإقامة في المنشآت الإيوائية مرتفعة جدا في السلطنة ولا يرتبط السعر بقاعدة العرض والطلب؛ حيث إن نسبة الأشغال تنحصر بين 48 إلى 60٪ مما يشير إلى أن العرض أكثر من الطلب، لذلك يجب أن تتدخل الجهات المعنية في السلطنة.

 

 

تأثر السياحة بالتكنولوجيا

 

وأوضح الهوتي أنّ منصات التواصل الاجتماعي وسفر البعض إلى الخارج من العوامل التي ساهمت في كشف مفهوم السياحة العالمية بالمقارنة بين الخدمات المحلية والدولية، وهو ما شجّع الكثيرين على تأكيد عدم توفر الخدمات التي تتناسب مع موسم الصيف محليا مثل الحدائق المغلقة والمكيفة والحدائق المائية المغلقة وغيرها من الخدمات، إضافة إلى عدم مرونة أسعار الخدمات السياحية لتستفيد منها مختلف فئات المجتمع، حيث إنّ أسعار الغرف الفندقية غالية ومكلفة للأسر المكونة من 5 أفراد وأكثر، وهو ما يشكل عائقا للسياحة الداخلية، كما يجب أن تطبق الرقابة الصارمة على المنشآت السياحية بتحديد متوسط لأسعار الغرف في الموسمين الصيفي والشتوي.

وأضاف الهوتي: انتشرت ثقافة سفر العمانيين للخارج في إجازات الأعياد، ولا لوم عليهم، فإذا كانت كلفة السفر إلى دولة ما ذات طقس معتدل وبيئة خضراء وتنوع في البرنامج السياحي أقل من كلفة الذهاب إلى موقع محلي بلا خدمات مناسبة وأسعار عالية فهذا تصرف طبيعي جدا، والسياحة الداخلية تتأثر بسوء الخدمات وتكلفتها العالية أو عدم وجود خيارات أخرى ذات كلفة مقبولة وعدم وجود برنامج سياحي منوع.

ودعا الهوتي وزارة السياحة إلى مضاعفة الجهود قبل كل إجازة طويلة بالتنسيق مع المنشآت الإيوائية والشركة الوطنية للعبارات والطيران العماني وطيران السلام لوضع برامج سياحية بأسعار مناسبه تشجع العماني والمقيم للاستفادة منها.

 

 

هيئة مستقلة للسياحة

وقال يوسف الحسني إن هناك رؤى ومقترحات لتنشيط السياحة في ظفار، والأصل في تحويل السياحة بظفار من سياحة موسمية إلى سياحة دائمة وجعلها عاصمة للسياحة الخليجية على مدار العام، مقترحا إنشاء هيئة مستقلة لها الغرض وتكون منفصلة تماما عن الحكومة وتعامل استثماريا واقتصاديا لتطوير القطاع. وأوضح أنه في المرحلة الأولى يجب إشراك المجتمع المحلي في المشاريع الاستثمارية، بحيث يستطيع الشريك المحلي التعرّف على ما هو مقبول وما هو غير مقبول مجتمعيا، وبالتالي يكون نجاح هذه المشاريع مضمونا، إلى جانب تشجيع الفندقة العائلية ووضع ضوابط لها.

وحثّ الحسني على تشجيع إنشاء فرق تطوعية من شباب وشابات عمان، تحت إدارة الهيئة، بحيث يتم توفير السكن للمتطوعين من خارج ظفار، وتنمية مهاراتهم اللازمة لخدمة السياح، وإصلاح أعطال السيارات، والإسعافات الأولية، ومن الممكن أن تسمى الكشافة السياحية.

كما اقترح الحوسني تخصيص مزيد من الأراضي للمشاريع السياحية، ومنح الأولوية في المرحلة الأولى للمستثمر المحلي، على أن تكون بعيدة عن مناطق التجمعات السكنية والمراعي، إلى جانب ضرورة زيادة الرقعة الخضراء لتكون في كل أوقات السنة بزرع شتلات أشجار أو نشر البذور على مواقع مختلفة تتناسب مع طبيعة المكان ولا تؤثر سلبا على الدورة البيئية للأشجار الأخرى والحيوانات.

وأكد الحسني أهمية تنويع الاستثمارات السياحية، وعدم الاعتماد على سياحة التسلية فقط، فهناك السياحة العلاجية، باستغلال أماكن الاسترخاء والعلاج والتأهيل، وهناك السياحة الرياضية، كمسارات الهايكنج والرياضات البحرية، وهناك سياحة ثقافية كالمتاحف ومعارض الكتاب والحفلات الشعرية والموسيقية وغيرها من أنواع السياحة الأخرى.

 

 

العيد لا يدعم السياحة

 

 

أمّا عبدالعزيز الوهيبي فيرى أنّ العمانيين والوافدين استغلوا الإجازة بطريقتين؛ حيث قرر البعض منهم السفر خارجيا، وجزء آخر قضاها داخليا في صلالة أو بعض الفنادق، أمّا الغالبية العظمى فقد قضتها في التجهيز للعيد خاصة في شراء مستلزمات الأضحية والضيافة في الأيام التي سبقت العيد والتي سببت ازدحام الأسواق الشعبية في مختلف ولايات السلطنة، لذلك فإنّ إجازة العيد الأضحى لا تدعم السياحة وتحديدا قطاع الفنادق، حيث إن أغلب المواطنين يقضون إجازاتهم في قراهم وبين ذويهم خاصة أن العيد الأضحى يتميز بالأضاحي والتجمع لأكل وجبات أساسية بالأعياد ومنها المشاكيك والمقلي والشواء.

وأشار الوهيبي إلى أنّ العمانيين بدأوا استغلال إجازات الأعياد في السفر خارجيا هذا العام أكثر من الأعوام السابقة وهذه ظاهرة لافتة، ما يؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

 

 

 

نزل سياحية متوسطة

 

أما فهد الحارثي فقال: أحسن الكثير من الوافدين استغلال الإجازة وقاموا باستكشاف مواقع السلطنة السياحية بعكس غالبية العمانيين الذين انضموا للاحتفال مع أهلهم في القرى. وأشار إلى أن التنافس على استقطاب السياح ظاهرة عالمية، وطالما لم تتمكن صناعة السياحة في الداخل على المنافسة، ماليا، وتنظيميا، فلن تتمكن من مقارعة البلدان المشهورة بالسياحة حول العالم، موضحا أنّ أسعار الفنادق في السلطنة مرتفعة مقارنة مع مثيلاتها بمختلف دول العالم، وربما يكمن الحل في فتح المجال للسياحة والإقامة عبر منازل ونزل سياحية تراثية، وزراعية، وتقليدية، ومحلية، وتكون أسعارها في متناول الأسر في السلطنة.

وقال اليقظان المعولي إنّ إجازة عيد الأضحى المُبارك امتدت لتسع أيام، وقد استغلها أغلب المواطنين والمقيمين في السلطنة في الزيارات العائلية وبعض الرحلات الداخلية والتي تنشط عادة في الإجازات الرسمية. وقد باتت السياحة الداخلية تمثل نسبة جيدة من دخل القطاع خلال السنوات الأخيرة، باعتبارها أصبحت الخيار المناسب للعائلات العمانية، مما يسهم في إبقاء الأموال العمانية داخل السلطنة.

وأضاف المعولي أنّ الكثيرين يشكون ارتفاع الأسعار في السلطنة وهي تعتمد على العرض والطلب، وكما هو الحال في صلالة خلال هذه الأيام، لكثرة الطلب قلما تجد أسعارا مناسبة مع أنّ الجودة ليست بالمستوى المناسب. كما نجد الكثير من المواطنين يتوجهون إلى الخارج ولهم أسبابهم ومبرراتهم؛ فأسعار الفنادق والشقق بالسطلنة تكاد تكون مضاعفة مقارنة بدول أخرى مما يؤثر على السياحة الداخلية، فضلا عن قلة الخدمات في معظم المناطق السياحية.

وقال أكرم علي حسين طعامنة إنّه نظرا للأجواء الحارة في أيام العيد استغل العمانيون والوافدون إجازة العيد في الذهاب إلى أماكن سياحية تتميز باعتدال مناخها للاستمتاع والترفيه ومن هذه الأماكن صلالة والجبل الأخضر وجبل شمس. وأوضح أنّ وجود أماكن سياحيه متنوعة تتميز بطبيعتها الخلابة شجع العمانيون على البقاء في السلطنة والذهاب إلى تلك المناطق بدلا من السفر إلى خارج البلاد، كما شجعت الوافدين على التعرف على تلك الأماكن السياحية، لكن في الوقت نفسه فإنّ عروض السياحة الخارجية لا تزال تجذب العمانيين وتؤثر على معدلات نمو السياحة الداخلية، لذا يجب تشجيع السياحة الداخلية من خلال التوعية والاهتمام بتنمية المناطق السياحية الداخلية، للتغلب على تحديات ارتفاع أسعار الفنادق داخل السلطنة مقارنة مع بعض الدول السياحية وغيرها من التحديات التي تعيق زيادة جاذبية القطاع محليا.

تعليق عبر الفيس بوك