كُنْ ذَا وفاءٍ، وَاتِّقَاءِ مخاتلٍ


د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

سَتُنْبِئُكَ الأَيَّامُ سِرَّ الأَصَاحِبِ..
وتنشُرُ ما تطوي صدورُ الأقاربِ
//
فتعلمُ منها صافيَ النَّفسِ وافياً
يُساقِيكَ ودّاً مِنْ زُلالِ الْمَشارِبِ
//
وتَعْلَمُ منها شائَنَ الطَّبْعِ، حاقِداً..
يُرَوِّيكَ نَسْغَاً مِنْ سُمُومِ الْعَقارِبِ
//
رَأَيْنَا ذَوِي ودٍّ، نَخَالُ وِدادَهُمْ..
سَبائِكَ إِبْرِيزٍ صَفَتْ مِنْ شَوَائِبِ  
//
فَنَحْسَبُ أنَّ الودَّ ماءٌ تَشَعَّبَتْ..
خلاياهُ عَدْلاً في جميعِ الْقَوَالِبِ
//
وأنَّ رياحَ الْبَيْنِ إِنْ هَبَّ عَصْفُها..
تَناءَتْ بعيداً في سُهُوبِ السَّباسِبِ
//
ولكنَّما الأَّيامُ في وَضَحِ الضُّحى..
أَرَتْنَا مِنَ الأَحبابِ سُوءَ الْمَقَالِبِ!
//
فأَدْهَشَنا ما كانَ بالأمسِ عامراً..
تَقَوَّضَ في لَمْحٍ مِنَ الطَّرْفِ وَاثِبِ!
//
فَمَا كُلُّ قَلْبٍ قَدْ تَوَثَّقَ ودُّهُ..
عَصِيّاً على النُّكْرانِ حِينَ النَّوائِبِ!
//
فَكُنْ ذَا وفاءٍ، وَاتِّقَاءِ مخاتلٍ..
فَذَلِكَ ما يُوْقِيكَ شَرَّ الْعَوَاقِبِ
//
فَحُسْنُ وفاءِ الْمَرْءِ مَرْقًى لِطَبْعِهِ..
إلى رُتْبَةٍ تُعْلِيهِ طِيبَ الْمَراتِبِ
//
ويَقْظَتُهُ مِمَّنْ يَكِيلُ ثناؤهُ..
عَلَيْهِ، سبيلاً لِاتِّقَاءِ النَّوائِبِ
//
فَذَانِكُمَا حالانِ تُبْقِيكَ سالماً..
خَبَرْتُهُمَا يا صاحِ بعدَ التَّجارِبِ.

 

تعليق عبر الفيس بوك