دمع القناديل


عبير محمد | المنصورة – مصر

تعالي مع المطر
يادموع قنوتي التي لا تنقطع
أسافر حباً بأجنحة العرفان
أهز بجزع الكلمات الأولى
لتنجب شفتي النجوى
وأصرخ يا ربِّ ياربِّ ياربْ
أعلنت انعتاقي وجئتك
بيادر لهفة
ممتطية صهوة شوقي
نبضي أنغامٌ صوفية
 تسمو بها روحٌ خلقت لتحبك
لم أعشقك بعيني بل بكلي
 متوغل نورك في كياني
كراهبة تتعبد عند ناصية عرشك
 يا سيدي بعزتك وجبروتك
 أستجير من ذلك القطيع الوحشي
الذي صير أرضك غابة
أتوسل إليك بربوبيتك العظيمة  
 أن ترفعني إلى سمائك
 لأنتمي إلى النور
 اتدفأ برحمتك من هذا الزمهرير
يسترني رداء عفوك
 تطمئن روحي برأفتك
 أنا الطفلةُ المملوءة
 بغصات الوجع
 في دروب جنوني
 أمطرتني الف دمعة ودمعة
 كبرتُ على خيبات القهر
 برياح تبكيني في الأروقة الحزينة
ها أنا جثة يفترسها الصمت
في ليل عميق غير قابل للتأويل
رسمتني مسافات الغياب
وأكلت أحلامي وحوش الطغاة الضارية
 فالتجأتُ إلى كهف حبك الأسمى
 بصرخات غربتي وفجيعة أيامي
 المنسدلة من نافذة العمر
  بهمهمات الدعاء
أكتب قصيدتي في الظلام
 أبوح لك بخلجاتي يا مولاي الجليل
فتمحو ليل غربتي
وترمم صبر القناديل المسهدة
 على جثث الوقت الزائفة
 أنا الضلع البلوري الشفيف
لا قوة لي إلا بك
أعزف تراتيل الصمود
من أول القافية
تعلو، تنخفض تغرس الفكرة
أنا الهوية ابنة الزهرة الوارفة
 أنا نون الجنون
 بين قوافي الشعر النازفة
أبعدني عن ثلة الأشقياء
ففي قبيلة التيه
 تأكل الذئاب بعضها بعضاً  
تمزقت فيهم الإنسانية
وماتت فيهم البراءة
 بعد أن تلوثت الفطرة
ربي أرسلني فوق أديم الغيم
 كنوارس بيضاء تتماهى مع السحب المباركة
***
أُناجي طيف حبيبي هناك
أيا رفيق الروح
رفرف في سمائي
 استنشقْ شغفي
 واكسرْ قيد خوفك أيها الغارق في الغياب
واصنعْ دائرة لحلم طال انتظاره
يكاد أن يتلاشى
وأنصت لتتعلم من حكمة الله
 كيف يتنفس الجمال ألوان  العبير
ويشاكس نبضك
ها أنا أسأل عنك قوافل الذكريات
وصهيل الرياح وتعاقب الفصول
 بشوقٍ يعقوبي الهيام
يبحث عن يوسفه المحفور في قلبه
 يا صغيري هنا بين ثنايا الجراح
كن بلسماً
يستفيق على همسة البدر  
عند المساء
 لعل فجراً يأتي به الله
بزقزقتي المتمردة يكون لنا شفاء وطهارة
  وتولد من بين ضلوعي
 من جديد
أيا ضوئي العذري
تلملم بأناملك أنات بوحي
 تهدهد صخب صمتي  
 بأصابع حنينك
 بهديل نبضك ترسمني
 عصفورة أحلامك
 تبذر لك الأغاني
في ديار الياسمين
وتكون وعد المطر
المعلق في ذمة الانتظار.

 

تعليق عبر الفيس بوك