على لسان شاعر!


د. ريم سليمان الخش| باريس

جنيّة حلّت من الأمسِ
شربت دمي واستوطنت حسي
//
دعست على الشِرْيان راقصة
فتعرّق الإحساس باللمسِ
//
قبلتها كالجمر لاهبة
إني أنا المحروق من أمسِ!!
//
يهذي بها الإعجاز في لغتي
هجْسا من النانرج والحدسِ
//
تنزاح في معنايَ تجعله
صورا بها التأويل من مسِّ
//
وتبيتُ في الأضلاع بارقة
كالومض بين الشمع إذْ تُمسي
//
مسّتْ شغاف الشعر عازفة
فتراقص الإيقاعُ في لَبسِ!!
//
صارت إليَّ كألفِ جامحة
تُغري رؤى السياس في الرأسِ
//
وتدافعت بمجازها حمما
وتدفق الهيجان في الحسِّ
//
فعرفتُ أنْ للحرف طاقته
وملغما ماكان باللمسِ!!!
//
قالت إليَّ: الشعر أجمله
ماكان كالثعبان في الغرسِ
//
متلويا بين النبات يُرى
وفحيحه الولهان من جنسي!!
//
اضرب به الصلصال تطلقه
زخما من الإمتاع والأُنسِ!!
//
وقصيدتي أنثى ستشبعها
كي لا يُصاب الوزن باليأسِ
//
إياك أنْ تنأى وتتركها
ظمأى إلى ترنيمة الهمسِ
//
أطلق عنان الشعر مارده
صدِئٌ ومعتلٌ من الحبسِ
//
إنْ غاب عن رؤياك منبعه
فعكاظه سيبيعُ بالبخسِ
//
لم أدرِ ما تعنيه ملتبسا !!
حتى غدى الإلهام من لِبسي !
//
وهبوبها الناريّ صاعقة
كسرت زجاج النفسِ كالكأسِ
//
تغلي مياه الروح فائرة
لتفجّرَ الأشعار في النفسِ
//
وقصيدة بعثرت أحرفها
حتى ارتوى الجبروت من حسي!
//
حتى إذا أحكمت قبضتها
وثبا على التبيان كالنمسِ
//
صارت كمثل طريدة هتكت
لأبلّغ الإمتاعَ للضرسِ
//
إني أنا شمشونُ أحرفها !!
والبدرُ لا يقوى على الشمس!!
//
شبقيّة ألقت غوايتها
كتميمة تُلقى على مَسي!!
//
خلعت بها الجدران مطلقة
حشدا من الأرواح في الرمس
//
فحبستها بالشعر ملحمة
وأذقتها ماكان من بأسي!
//
جنيّة حلت بليل هوى
فعشقتها يامعشر الأنسِ!!
..........
هامش:
شيطان الشعر عندي مذكر ويدعى هاروت وهو مؤمن متصوف متعبد

 

تعليق عبر الفيس بوك