لا أحد يقايض المال بالشغف


جوري الياسري | العراق

تلتهمني الأحداث من كل صوب
وكأن أمي أنجبتني وسط حرب لا تنتهي!
عيون الجميع كانت سيوفاً حادة!
تُسَلُّ بكلمات ٍأكثر َحدّة ٍمنها!
تختطفني أياد اللطفاء
تصنع مني لحناً قديماً أو أغنية
تغنى بعد الانتصار!
كنت دوما شيئاً خفيفاً
أشبه بنسمة هواء عابرة
أعزوفة ناي
رائحة الشاي
المنبعثة من أقداحِ الأمهات
وسط الأحياء المنهكة!
والأزقة الخاوية من كل شيء
إلا فقر سكانها !
حيث أطفال النوافذ
المدمنين بطريقة هستيرية
 للجوع،
العطش، ودفء الجو
أهب أمامَ مُقلهمْ حاملة معي ورقةً
 مصفرة حزينة تجالس الأرض
أراقصها لأخلق منها دوامة الأحلام
من بقايا أوهام متراكمة في أعينهم
تلك الحركة كانت كفيلة لتنتجَ منهم
كتّاباً على الشبابيك المحطمة!
أو شعراء َبقصائد منتظمةٍ
 على سلّم طيني منتظمٍ
كانوا كثيراً ما  يلوحون
للمترفين مراراً
غير المهتمين
 المارين بخفة هم كذلك!
حيث لا يلفت انتباههم في هذي الرقعة
سوى عزف الناي !
ليصفقوا بحفاوة ،
يلقون بنقودهم ويرحلون
لا أحد يقايض المال بالشغف
لا أحد يكون من نفسهِ مهرجاً ولو لمرةٍ
مضحكاً لعازف الناي كردٍّ
بسيط لمعروفهِ
الذي أغلق عينيه ليعزف يائساً من قسوة الحياة!

 

تعليق عبر الفيس بوك