الدقم .. أرض الفرص !!

 

المعتصم البوسعيدي

تتصدر الدُّقم في الفترة الحالية المشهد الدولي والإقليمي والمحلي ــ على وجهِ الخصوص ــ عند الحديث عن مسارِ التنميةِ العُمانيةِ المُستقبلية؛ حيث تُعد أرض الفرص والاستثمار التي بُنيت بفكرٍ سلطاني سامٍ يشقُ طريقهُ نحو رسم خارطة اقتصادية نوعية تفتح رؤى جديدةً لنهضةِ عُمان الحديثة التي يتجددُ عطاؤها يوماً بعد يوم.

 وفي ظلِ الزخم الإعلامي المُستحق لهذه المنطقة الاقتصادية وما يعول عليها في أكثر من صعيد، نكادُ لا نجد ــ مرةً أخرى ــ حيِّز للرياضةِ العُمانية يجعلنا نتعلق بأمل التغيير والتطوير لواقعٍ فرض علينا حُلماً مُستمرا بنقلةٍ نوعيةٍ لم تتم، ونظرةٍ مُختلفة لم نشاهدها نحو تطلعات يُمكن الوصول إليها لو وجدت أولوية حكومية لهذا القطاع الذي بات أحد أوجه الاستثمارات الكبيرة في العالم، ونحن نشاهد القوة المالية الهائلة التي يملكها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" كماً وكيفا.

 لقد أصبحَ الحديث عن الدقم مشوقاً جداً ويحملُ في طياتِهِ مشاريع وطنية عملاقة خاصة في الجانبِ الصناعي مع وجود مشاريع في عدةِ مجالات: "سياحية، تجارية، صحية، بيئة، وحتى اجتماعية" وعلى هذا يجب أن تكون الفرص مُحفزة للمعنيين بالرياضة العُمانية للتحرُكِ الإيجابي قبل أن "يفوت الفوت وما ينسمع بعده الصوت"؛ فالقطار لا زال في المحطة ينتظر، وكلنا أمل أن يحمل انتخاب السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيساً للجنةِ الأولمبيةِ العُمانية شيئاً مُختلفاً ــ ربما ــ ينقل فيه رؤية الصناعة المُزدهرة للكُرةِ العُمانية غير المُكتملة في فترةٍ سابقة إلى صناعةٍ مُزدهرة لكُلِ الرياضة العُمانية، والدقم ربما بوابةٌ جديدةٌ لذلك من عدةِ بواباتٍ موجودة في مُختلفِ مُحافظات السلطنة.

إنَّ الحديثَ عن الفرصِ يقودنا إلى خسارةِ فرص سابقة كان يمكن أن تحدث التغيير لرياضتِنا العُمانية؛ فقد كان "العشم" معقود على مركزٍ وطني لصناعةِ الأبطال، وفي بُنى تحتية حديثة تساهم في رفعِ سقفِ الطموحات، آخرها مجمع الرستاق الرياضي الذي يبدو من خلال الصورة الأولى "لا جديد يذكر ولا قديم يعاد"، علاوة على خسارةِ رهان رعاية ضخمة لدورينا انتهت بإعلان تجديد نفس الراعي ــ مع كل التقدير له ــ وبنفس الأرقام على ما يبدو، ناهيك عن رياضاتٍ أُخرى لا تتنفس بشكل طبيعي وموتها أقرب من حياتها.

 وإذا كانت الدقم أرض الفرص التي عمِلت الحكومة الرشيدة على استثمارِها وتحقيق غايتها على أرضِ الواقع، فإن الرياضة يجب أن تكون إحدى أهم الوسائل للوصولِ لتلكُم الغاية القيمة، بدايةً من إدراجها كأولويةٍ حكومية تُهم أكبر شريحة مجتمعية من جهة، ثم بضرورة تغيير ذوي الشأن الرياضي لبوصلةَ فكرهم والتخلي عن رتوش جانبية لا "تغني ولا تسمن من جوع" من جهةٍ أُخرى، وليرحمنا من يستطيع من النمطيةِ والروتين والفكر غير الخلاق، فنحنُ نُريد ــ حقاً ــ أن نطوي صفحة الشكوى والحُلم إلى مرحلة الإشادة بواقعٍ ننتظره منذُ زمنٍ بعيد.