اوركسترا مجانية في مواسم الجفاف


رضا أحمد | القاهرة

ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.
تاركا ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ النافذة،
كعادتي،
ﺟﻠﺴﺖُ أترقب صفعتكِ
وأنا ﺃعيد قراءة نبضكِ  بشيء من التردد
في حضرة النوم.

الخوف يدهس قلبي
كلما أمسكت بنا أطراف الليل
ابتسامتكِ لا تطمئنني؛
الموت ينهض مبكرا
يريح ظهره على أول أشعة الشمس
ويسير معها خطوة بخطوة.
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺪﺃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ،
ﺃﻗﺴﻢ أنني ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻠﻤﻮﺗﻰ
كتابًا ﺃﻳﻀﺎ،
ﺗﻔﺮغتْ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻫﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻟﻔﺌﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ.

ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ،
صوتك جاف
مختنق بأغاني الحصاد
وﺃﺫﻧﻲ ظلتْ ﻣﺼﻤﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ،
ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ حياة،
ﻟﻢ أﺗﺬﻭقكِ ﻓﻲ قُبلة،
لكنني ﻃﻔﺖ ﺣﻮلكِ ﻛﺤﺎﺭﺱ جبانات.

رأيت قلبكِ ﻣﻌﺒﺪًا
ﻳﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮ،
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﻣﺸﺮﺣﺔ،
ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ زوجتي ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ
ﻓﻲ ذاكرة ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ.

"ﺗﻌﺎﻟﻲ..." كانت نهاية النشوة
ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ الأﻣﺴﻴﺔ
أيادٍ ﺿﺎﻟﺔٌ،
ﻟﻢ ﺗﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ صفصافة
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ
ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ النداهة ﻟﻠﻐﻮﺍﻳﺔ.

ﻟﺴﺖ متحفظًا
ﺳﺮﻳﺮﻱ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ
لنسوة عاريات
ﻭﻏﺰﺍﻟﺔ ﻣﺤﻨﻄﺔ
ﺍﺭﺗﺸﻔﺖ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻱ ﻋﺼﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪ ﻟﻠﺬﺑﺎﺋﺢ،
ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺔ ﺟﺴﺪﻙِ اﻟﻠﺪﻥ
ﻭﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺐ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ؛
ﻧﻤﺖ ﺑﻼ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﻐﺒﻲ،
ﻭﺗﺮﻛﺖ لِكَمانكِ المحطّم ﺑﻴﻦ ﻗﺪﻣﻲ
تنهيدةً
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻚِ ﺑﻼ ﺇنذﺍﺭ.

 

تعليق عبر الفيس بوك