ثلج يحرج الضوء

 

زهير بردى | العراق

 

مفتتح:

ذهبوا إلى المقبرة

اعذريني سرى

لم أقل لهم إنك تتحدثين الىَّ كلَّ يوم

٠٠٠٠٠٠٠

وبقيتُ أمطرُ رغم الصيف فعيني مذُ رحلتِ صارت مجرّة دموع

٠٠٠٠٠٠

أمسكت بيدي

قالت: بابا

لا تضجر

لأنّك لم تأت اليوم

لتزورني

سنذهبُ معا لأزورني وأنت معي

وأدمعَ تراب القبر

***

 

ثلج يجرح الضوء

جسد الضوء يعبر إليك بكلام أكثر ضجيجا من هذيان عتمة مالحة في الصورة الأخيرة من مكان فسيح في الأرض وبفارق حياة أكبر من شحوب الثلج وبحرج وفي وضح الغيم وأعجوبة بصر يتسرب مستبدا ينظر إلى الهواء ولوحده وفي حضرة حياة أغوته يعود بصورة متقطعة ويسقط من الأسفل للأعلى وبدفعة واحدة من بورتريه صغير في حائط متحف أثري لا تزوره سوى كائنات بلا يدين يرفعون الكلام بموسيقى أفواه محدبة تشخر دون سابق إنذار في حالة وقوف.

***

سوى مشي أزرق يشبه بكاء طفل لم يولد بعد وأنا انظر إلى ستارة بيضاء بكثافة امراة سوداء شاحبة الوجه كفاكهة طازجة تسير فوق عيونه نحيفة وتسعى طبعا أن تملأ الفراغات أمامه بالماء أسفل ضجيج يجري مسرعا أيضا وبتجاعيد ماء يسيل من بلاغة كلام في يديها تنحني ببطء شديد الأحمرار بزيت من جرار فخارساطعة الأسمال وتطلق نواقيس صفيرها المثير إلى أمام وهي تسير بشكل معقوف.

***

ثمة نسخ من كائنات ستعود بعد أن تثمل من شيخوخة نساء يغتسلن بثلج الخمر الطالع من فم جنيات بغواية مطر أبيض وفوضى غنج يموء ثمة انحناء ساطع العري وعقارب أسفل البرج تماما أكثر ظلاما من ضوء بصر العميان تميل مع انحناء أوتار قيثارة في يد مارة بلا قدمين يتسلقون الغيم في ساعة يكون الضوء فيها منشغلا بجعبة قناديل من عيد ميلاد ميت يحتاج إلى الكلام

***

مثلا بسبب عزلة أرغمت جسدي أن لا يكون أسود الزيتون في سوء حال وأن أكون دائما في متناول الضوء وأن أخرج إلى العشب لرعاية الماء وأنسل إلى متحف يزيت لوحاته ببكاء الورد لرغبة النحل وأعجب ببراءة متناول موسيقى تخص عيني المثقوبة بلسعات حب يسقط دائما بإصرارمن نافذة الضوء وعكازا يتسلل مني على الشرشف بعد الثالثة من مدونات في عيد كائن برزخ من جغرافية سرير.

***

يكتمل عادة وبشكل مفاجي المشهد الخرافي الألواح في نبيذ القربان كما يشاء الرماد في سوء كلام يخص ميتا جذلان في ومضة حب وامراة تعقف فمها بغزارة مطر ورغبة شاحبة بإفراط نحيف ويد في حالة رحيل وصلصال حريق قديم معجون بأصابع أنانا وغرفة طازجة تجلس برعب وتخشى شهقة أنثى تستدعي فحولة طين ينام في تابوت قبر من أخمص الوتر إلى خليج النسيان

***

لست من أمس منشغلا بقراءة فنجان كذبة نمرة سرير لكن كنت أتحدث ألى جسدي الآن وعلى سبيل الرغبة أمحو ذكرياتي أمام اسمي بتحديقة إلى فراغ أحمر وأصعد إلى بعضي في الليل ألمس ابتسامة تمشي إليّ وتبحث عما سبقني إليّ من ضوء وغالبا ولكي أحاول أن أنهك بصري في سيرة طفولتي أُصاب بأعجوبة قديمة فوق كرسي يصعد إلى قامتي بنبيذ قربان في فمي المليء بالممنوعات من الشهد والكلام.

***

صدفة عرفت أني فعلت هذا بعبء لفهم حسن ظن ضوء يتقدم بخطى موحلة بمهمة الحياة ومنذ مجهول في قراءة نشوء ورد لنقش أسماله العتيقة كنت أفتقد مرات لأشلاء تؤرخ فكرة تتعلم الولوج إلى أشياء خية تمارس الإصغاء في سبيل ترميم الغيم الهابط من موسيقى حرير تفهم أن أصابع الشمس دائما تفتح في الجدران ثوبها في كتابة بخت ينزل من فخار فنجان بثوب أحمر.

***

على عجل وكليل مستعجل يختم سهوا ما كان ينقاد بسهولة لإغوائه المر كنت أشطب ثملا تشكيلات عديدة من حالات عجيبة بالية أقل من رغبة عرجاء تحفرني بخيط عطاب يصلح كفم فراشة في طقوس الورد هذا شأني وأنا أمشي غيوم سوداء لا تقول شيئا سوى لماء من طبعه الجميل أن يشمها ولأني كامل الرائحة لوحدي فقط لا أخجل أن أغسل بياضك الخجول.

***

قصب من نبيذ استدعيه أمامي وأكسر زجاجة موسيقى وأجلس إلى تفاحة خضراء من جرار ذاكرتي الزرقاء كشفتي جِنيِّةٍ فأوسع أفكاري بفص ملح أحمر وأسمع تأملي يبصرني بدهشة أعور يود أن يتكلم بتجاعيد ضوء في فسحة مارس بها وبتعجب البكاء في أداء جنائزي ملفت للكارثة وكان كثير التلفت وسادس استلقائي ومرارا ولبعض الوقت في توسل رغبتي وأترك شخيري يأخذني إلى أي سرير يثق الكثير بالجب معي.

***

هامش قبل التفكيك بقليل في ذات بصر وكنت أُعيد ترتيب الكلام وتحت إشراف بعض الغيم وقطع الثلج وأحاول صاعدا كذلك أن أجمع بخيط ضوء لذة برد لأرتعش سابحا في حرير قمر امراة تفشي سر أُصص الورد الطرية بين المد من تأمل أصابعي وأسراب الغيم الحفيف من تلال قصب وموسيقى سطح الماء تتغلغل من قوس قزح شمس تتتسرب إلى ابتسامتي بيسر ومن ذاكرتي ملح للنسيان.

***

ثمة وحدي بحجم أقل من وحدي كنت. وكنت كعادتي ثملا أحفظ عن صدر فمي فوضى شال صديقتي يتصدر بيان الحب على كراسة نهديها وتأخذني إلى خرافات في حرارة ثلجها فأنام وبشهية أذهب إلى محارة أليفة في مفرق شفتيها وأحاول أن أكتبها بفمي بالرماد ورائحة أنقشها كل ليلة على قيد سرير وبسياق مستمر وبأصابع لا أحد سواي.

تعليق عبر الفيس بوك