لُعْبَة لَمْعَة العيون


تامر الهلالي | مصر

دعنا لا نتحدث الليلة عن الغلاء
ودمائنا المهدرة عبر أوراق البنكنوت القليلة
تعال نلعب لعبة لمعة الأعين
احْكِ لي شيئاً تلمع عيناك حين تذكره
وأنا سأحكي حين يحين دوري
حكى الصديق عن مرافعاته أمام المحاكم حين كان يؤمن بالقانون والعدالة
فبرقت عيناه
ثم حكى عن سيارته القديمة
كيف كانت تتحدث إليه
وكيف كانا يستمعان معاً" للستِ" قبل أن يبيعها
ليعالج ابنه العاطل من الإدمان
***
وحكيت أنا عن كرة القدم والأهداف التي كنتُ أسجلها
قبل أن أرتدي النظارات الطبية
وأُجري عملية جراحية لأثبِّتَ ذراعي المفتت بمسامير من البلاتين
ثم حكيت عن عملي بالصحافة
حينها كنت أؤمن بقيمة المعلومة الصادقة
وكنت سعيداً للغاية حين تركت كل شيء لأعمل صحفياً
***
التمعت عيناي
قبل أن تنطفيء في اغترابي فيها
قبل أن  تطردني
لأغترب مرة أخرى في بلادي
وأخبيء نفسي في الشعر
وأخبيء فراغي في أكواب القهوة الثقيلة
في المقاهي في الشوارع الجانبية
و أطارد الألم و يطاردني العمر الضائع
في متصفحات الإنترنت وتطبيقات الاندرويد
***
أحب المقهى اللعبة
فحكى عنا حين كنا نحلم
لمعت أنوار المقهى
ثم انطفأت حين روى كيف صرنا نطارد أشباحنا
ونحتسب قيمة المشروبات والمحروقات
ونتحدث مطولاً عن العدم
الذي يحولنا لتروس في سوَاقٍ مهجورة.

 

تعليق عبر الفيس بوك