كوميتراجيديا


عدنان العمري | الأردن

(طلب لجوء من ابن ذريحٍ للخزاعية /2)
***
كأنّ الله
يؤجل بَسْطَ اليُّمنِ لقلبي
حتّى تأنسني
تلك الـتي
في خلخال القصيدةِ الطوقُ
وفي شجوِ الغريد الرتمُ ٠٠
تلك التي
ماءٌ جارٍ ثورتها أناء الضمِّ
كالمدّ البحريّ بلا جزرٍ
وأنا العالق بالمدّ
يتآزرُ في أخذي الماءُ ..
كأنّ الله
يترك الشيءَ الحلو لقلبي
يقف أول الصحو
حين الوهج يأج من خديها
وتدشن عينها طلعة النهار
حين تشرعن ليدي أن تطفئ عطشَ اللمسِ…
……
أنا يا الله
رأيت القلب قلبي
مهدورًا على بابها
يزوِّر معنى الرفض
يفترض لا التمنع نَعَمًا خجلى…
ويطيل لدى التفسير الإمعانَ ..
رأيت القلب
الصافن في دهشته
قبل القول حصيفًا وبالقول يرتبكُ ..
يا ربّ…
٠٠٠ أنا سمةُ
النذور إذا تتمُّ
وعبءُ الطلع لو نضجًا يهمُّ ..
ولي تعبُ
النوافذِ بالغياب
وصبرُ ثواكلٍ حزنًا تضمُّ…
يناغمني بوحدي
ما لوحدي
من الصّفنات في وحدي تعمُّ ..
وليس بشاغلي
من خلق ربّي
مقال النّاس لو مدحوا وذمّوا ..
فما عاد الفراقُ
يحزُّ روحي
ولا ذاك الـ يبعثرُ أو يلمُّ..
فحسب المَرء
أنَّ الدّهرَ كافٍ
وفي كسر الرّوح يجبر أو يرمُّ ٠٠٠
أنا يا الله
الذاهب في تعليل الربكة
فيَّ جفلةُ من بالعتمة
تنساقُ إليها الأخيلةُ
من كونٍ لا مرئيٍّ…
وفي تمام الحَيرة والرجفِ
ونصف الظنّ ..
تقول التي تقف منتصف يقيني
ولسوف أكفيك لترضى
فما سقفك ؟ ٠٠
٠٠٠ لا سقف لي… لا أرض لي
أسْفِي من العمرِ
الّذي أوراقُ رحلةِ شاعرٍ
بين الرفوف مبعثرةْ ..
أسْفِي
زعيق العابرين الواثقين
ويحسبون القلبَ بوصلةً
وأنَّي بالطّريق محطّةً أو مرحلةْ…
هذا أنا في مجملي
قلبي متينٌ
إنّما قد لا يواري خفقَهُ
قلبي كمينٌ
لا يهادن .. لا يقاسم صيدهُ…
هذا أنا وعرفت ما يطوي الخيالُ
من المحالِ
وما يقول النهرُ
في خدّ الضفافْ ،..
فلتحسبيني من صعاليك الزّمانِ
أوَ المشرّد بين تاريخ
السّبايا والبداوةِ
بين تاريخ
الهوادج والعرائس
والأوانس والحضارةِ
هاكِ ما بالقلب لو شئتِ الغرام
و روّضي هذا الجموح
ومرّني خيل العروق على الثّباتْ ..
لا سقف لي .. لا أرض لي
قلتـُ الهوى سقفي
وأنت وأطلس الخصر المرتَّلِ سندسًا أرضي
فليتـَ الشّعر يسعفني
وليت الوقت ينصفني
لأطلقَ في مخيّلةِ العناق يدي
فتشرحُ أنَّ هذا القلب
حيثك منتهاه و أوّلهْ ٠٠
٠٠
أنا منذي والنهر فتيٌّ
يمارس صقل القاع كموهبةٍ …
ويرفض أن يتشيَّأ كحجرِ مجازٍ
يرميه الشعراء في برك الكلام …
و لـ امرأةٍ تكسر نبيذها
بجهد النهار مرةً
ومرةً برشح ما يجنيه الليل بعاشقةٍ ..
أترجل عن هودج اتزاني
و أرتجل حوارًا مدوّرًا
مع هلاهيل القصيدة
و أناقش تورّد شفتيها
ذاك الـ يُعبّد بعروقي الغجرية
طريقًا يناسب صوتها المدلل
كي يمشي بملء قيافة بنات الذوات ..
و أستوضح صوتها
الـ يشرع مصراع القلب
كي تدخل ضحكتها
رشيقةً كبنات الكروم…
منذي والنجوم صبايا
تركض فوق السحب
لم تدخل صفّ الأوزان
ولم تعرف قافيةً
ولـ امرأةٍ تقطع الليل بالتناهيد
قالت في حريرها
هذا الطلع لي ..
واستراحت كأغنية قديمة ٠٠
لـ امرأةٍ ستقرأيني
رجلاً فضفاضًا فيما بعد ..
اتّقدُ بلذاذات ليلها
و أُهدئُ ذعرَ وردتين
سيمرّ بهما عاشقٌ يشبهني
يفكر
بما يفتح متاريس الليل الرخيّ
و ما يترجم الشوق العفيّ ..

 

تعليق عبر الفيس بوك