فقــــراء


د. ريم سليمان الخش | باريس

أنى اتجهتُ فقبلتي الفقراء
آلامهم بين الحشا إمضاءُ
//
أكتظُ فيهم موجعا وكأنني
فوق الصليب وجثّتي الإرضاء
//
المتعبون على العيون شكايةٌ
خجلى وتنكرُ بوحها السيماءُ
//
النازفون على المدى وطريقهم
أخدود قهرٍ بالضنى مشّاءُ
//
الناظرون لربّهم بقلوبهم
فالمزهرون وأرضهم ضراءُ!!
//
والواهبون سماءنا أوزونها
والغيمُ من بركاتهم والماء
//
إنّي لأذبح مهجتي لقِراهمُ
ودمي بقرب كعابهم بكّاءُ!!
//
ولهم نحرتُ عمامتي مذ أقبلت
واستطعمتني ثورةٌ حمراءُ!!
//
عجبا لأقلامٍ ترشُ رصاصها
بقلوبهم هل خانها البؤساء؟!
//
أفلم تر الطاغوت يحفر عظمهم؟!
لتُشاد منه هياكلٌ ولواءُ
//
أولا ترى سوط الرياح بخيمةٍ
ظلماءَ تنهش سقفها الأجواءُ
//
أحلامهم سكنت مكانا هادئا
لاجوعَ لانارٌ ولا أنواءُ...
//
فإلى متى يبقى الرصاص قصيدة؟
هزليّة قد خانها الشعراءُ
//
أم أنّ عصر العهر يصبغُ أهله
وبعصرنا أوطى الورى أدباءُ!!

 

تعليق عبر الفيس بوك