من أبرز المؤشرات على اهتمام السلطنة بجودة المسارات التعليمية

"التعليم العالي" تفوز بجائزة "الإنجازات الحكومية" من بين 47 مؤسسة عربية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...


◄"القبول الإلكتروني": 29835 مقعدًا في الجامعات والكليات والمنح الداخلية والخارجية
◄توطين الوظائف التدريسية بالقرى البعيدة أبرز مستجدات الابتعاث الداخلي
◄دمج "عمان الطبية" مع "كالدونيان الهندسية" في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا


يمثل التعليم العالي منذ بزوغ عهد النهضة المباركة حجر الزاوية الأساسية في العملية التنموية التي انتظمت البلاد، وبات أحد المؤشرات الرئيسية التي تعكس تقدم السلطنة. حيث أصبحت مؤسسات التعليم العالي ومراكز الدراسات المتخصصة والبحث العلمي موطنًا لصناعة القرار الثقافي والعلمي ومصدرًا لرسم التوجهات الاستراتيجية وحاضنة لإنتاج العقول المؤهلة للنهوض بالبناء الحضاري والاقتصاد الوطني للبلاد.
 
مسقط - الرؤية

وحرصت وزارة التعليم العالي منذ توليها مشروع البعثات الدراسية الداخلية على الاهتمام بالفئة المستحقة لهذه البعثات وفق ضوابط ومعايير موضوعية، وجاء اهتمام الوزارة منذ بداية هذا المشروع بالتوسع في إنشاء الجامعات والكليات الخاصة داخل السلطنة التي تتناسب مع الحاجة التعليمية لهذا البلد المعطاء، وتواكب التقدم في العلوم والتكنولوجيا في العالم رافدا مهما لتنفيذ هذه الرؤية، حيث تقوم هذه المؤسسات التعليمية باستيعاب مخرجات شهادة دبلوم التعليم العام مع المؤسسات التعليمية الحكومية وذلك من خلال توفير البرامج التعليمية في مختلف المجالات التي تتيح للطالب الالتحاق بها لتأهيله للالتحاق بسوق العمل.
وتنقسم برامج الابتعاث الداخلي إلى برامج البكالوريوس (BS) للتنافس العام، وبرامج البكالوريوس (BS) لذوي الإعاقة، وبرامج الدبلوم لفئة ذوي الدخل المحدود(SP)، وبرامج الدبلوم لفئة الضمان االجتماعي(SF)، والمنح الدراسية (SI) المقدمة من مؤسسات القطاع الخاص. وقد بلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرامج البعثات الداخلية حتى العام الأكاديمي 2017/2018 (32179) طالبا وطالبة.
من أبرز مستجدات الابتعاث الداخلي للعام الأكاديمي (2019/2020) إضافة برنامج توطين الوظائف التدريسية بالقرى البعيدة للطلبة الدارسين في مدارس محافظة الوسطى وبعض المدارس بالقرى البعيدة في المحافظات الأخرى. كما تم دمج كلية عمان الطبية مع كلية كالدونيان الهندسية تحت مسمى الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا لتشمل تخصصات الطب العام، والصيدلة، وتخصصات الهندسة.

الابتعاث الخارجي
يشتمل الابتعاث الخارجي على عدد من البرامج هي برامج التخصصات الطبية، وبرامج التخصصات المتعددة STEM وESAM، وبرنامج القبول المباشر، وبرنامج مشروع جامعة عمان، وبعثات حسب التخصص والوجهة الدراسية من ضمنها التخصصات التربوية. وقد بلغ عدد الطلبة الدارسين في الخارج للمرحلة الجامعية الأولى حتى العام الأكاديمي 2018/2019 (6620) طالبا موزعين على 14 وجهة دراسية هي الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزلاندا، إيرلندا، بولندا، هولندا، ألمانيا، مالطا، قبرص، فرنسا، كندا، مملكة البحرين، المملكة الأردنية. إلى جانب توفر عدد من المنح المقدمة من بعض دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة والشقيقية. حيث تنافس الطلبة في العام الأكاديمي 2018/2019 على منح دراسية مقدمة من دول الكويت وقطر، والإمارات، ومملكة البحرين.
من أبرز مستجدات الابتعاث الخارجي للعام الأكاديمي 2019/2020 إعادة ماليزيا لتكون ضمن الوجهات الدراسية للبعثات الخارجية للعام الأكاديمي 2019/2020 وذلك بعد الوقوف على التحديات التي تواجه الطلبة الدارسين في ماليزيا سواء من الناحية الإدارية أو التعليمية أو الهجرة ونظام التأشيرة المتبع لديهم وإيجاد الحلول المناسبة لها، وقد تمّ إعادة طرح بعض المقاعد الخارجية في ماليزيا للعام الأكاديمي الحالي. إضافة للتوسّع في قائمة الجامعات المعتمدة لبعثات القبول المباشر، والتوسع كذلك في قائمة الجامعات المخصصة للبعثات الدراسية في كندا.

الدراسات العليا
وللراغبين في إكمال مشوارهم الأكاديمي أتاحت الوزارة الفرصة للتنافس على بعثات البرنامج الوطني للدراسات العليا والذي بدأ بابتعاث أول دفعة للطلبة في عام 2011م للحصول على الدرجات العلمية من أرقى جامعات العالم وفقـًا للتخصصات والشروط المدرجة في الإعلان السنوي للبرنامج، وذلك عبر حصول المترشح على قبول غير مشروط من إحدى الجامعات المدرجة في قائمة الجامعات المختارة من قبل وزارة التعليم العالي من تصنيف (شنغهاي) لعام 2019م.
 وقد بلغ إجمالي الأعداد المعتمدة للبرنامج 75 برنامجا للدكتوراه و75 برنامجا الماجستير و50 برنامجا في التخصصات الطبية. وقد تمّ في العام الأكاديمي الحالي 2019/2020 إضافة تخصصات جديدة ضمن قائمة التخصصات المعروضة وهي الأمن السحابي والتحليل الجنائي لجرائم تقنية المعلومات، والنشر الإلكتروني، وهندسة التآكل، وهندسة إنشاءات الجسور، والسياسات والقوانين البيئية، والفنون التشكيلية، وإدارة الأمراض الوبائية، والتسويق السياحي، والقانون الدستوري، ومكافحة الفساد، ودراسات سكانية.


مركز القبول الموحد
كانت الانطلاقة الأولى للتسجيل الإلكتروني في نظام القبول الموحد في العام الأكاديمي 2006/2007، ومن حينها يعمل مركز القبول الموحد على تنظيم عملية تسجيل طلبة دبلوم التعليم العام أو ما يعادله بمؤسسات التعليم العالي طبقاً لرغباتهم، ومجموع درجاتهم، وشروط الالتحاق التي تحددها المؤسسات التعليمية، وإنهاء إجراءات قبولهم وإدارتها بكفاءة، وذلك من خلال استخدام الشبكة العالمية للمعلومات (الأنترنت)، والرسائل النصية القصيرة (SMS)، وتطبيق الهواتف الذكية "التحق" الأمر الذي سهل إلحاق الطلبة بصورة عادلة ومتساوية بمؤسسات التعليم العالي المختلفة، واختصر على الطلبة وأولياء أمورهم الكثير من الجهد والوقت، فلم يعد هنالك حاجة كالسابق للحضور الشخصي لمقر المركز.
ووفقا لقاعدة بيانات نظام القبول الإلكتروني للعام الأكاديمي 2018/2019 بلغ عدد المقاعد المتوفرة في مؤسسات التعليم العالي والبعثات والمنح الداخلية والخارجية (29835) مقعدًا دراسيًا. وبلغ عدد المتقدمين (أي من قاموا بالتسجيل واختيار البرامج الدراسية) 37719 طالبًا وطالبة، وبلغ عدد المتقدمين الناجحين (المتقدمين الناجحين في شهادة دبلوم التعليم العام أو ما يعادله) (34452) طالبا وطالبة، أمّا عدد الطلبة المقبولين في مؤسسات التعليم العالي والبعثات والمنح الداخلية والخارجية بلغ (23837) طالباً وطالبة.

الكليات التطبيقية
وتشرف وزارة التعليم العالي ممثلة في المديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية على خمس كليات للعلوم التطبيقية في (صحار، نزوى، صور، عبري، صلالة) بالإضافة إلى كلية التربية بالرستاق، وقد بلغ عدد الطلبة في العام الأكاديمي 2018/2019م حوالي 6463 طالبا وطالبة يدرسون في برامج تقنية المعلومات، وإدارة الأعمال، الاتصال الجماهيري، والتصميم، والهندسة، والتقنية الحيوية التطبيقية، والتربية.
وتعمل المديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية على تحقيق أعلى معدلات النمو والتطوير عبر عملية مراجعة برامجها، حيث تم مؤخرا مراجعة برنامج التقنية الحيوية التطبيقية وبرنامج الهندسة، وإعداد المسودة النهائية للائحة الدراسات العليا، والحصول على الموافقة على متابعة إجراءات طرح برنامج ماجستير تقنية المعلومات.
وتولي الكليات أهمية كبيرة بالبحث العلمي باعتباره ركيزة أساسية في إنتاج المعرفة وصناعتها بوضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالبحث العلمي، واستحداث البند المالي للأنشطة البحثية بموازنة كل كلية، حيث تم تمويل (53) مشروعا بحثيا في مختلف التخصصات. كما حصلت الكليات على دعم مجلس البحث العلمي لتمويل (7) بحوث علمية ضمن برنامج دعم بحوث الطلبة. وبلغ عدد البحوث المنشورة (212) بحثاً، والبحوث غير المنشورة (44) بحثا.

التعليم العالي الخاص
يشهد قطاع التعليم العالي الخاص في السلطنة نموا متسارعا سواء من حيث أعداد مؤسسات التعليم العالي الخاصة ونوعياتها وتوزيعها الجغرافي، وتعدد وتنوع البرامج الجامعية التي تقدمها، وكذلك تنوع الارتباطات الأكاديمية والعلمية المختلفة التي تعمل من خلالها، أو من حيث أعداد الطلبة الدارسين بها ونسبة مساهمة الجامعات والكليات الخاصة في استيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي التعليم العالي في السلطنة أو الطلبة الدوليين الدارسين بها.
وقد بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي الخاصة في السلطنة (28) مؤسسة تعليم عالٍ: (9) جامعات و(19) كلية خاصة، منها (20) جامعة وكلية انتقلت لمبانيها دائمة، إضافة إلى ثلاث مؤسسات تشرع في البناء حاليا في الأرض المخصصة. وهنالك توجه للسماح بإقامة أفرع للجامعات الأجنبية المرموقة وذلك وفقا لشروط وضوابط محددة. وقد بلغ مجموع الطلبة المسجلين في هذه المؤسسات في العام الأكاديمي 2018/2019 (141805) طالب وطالبة منهم (138054) عماني الجنسية وعدد (3748) غير عماني.
ومن أبرز مستجدات قطاع التعليم الخاص، اعتراف جمهورية مصر العربية بجميع مؤسسات التعليم العالي الخاصة بالسلطنة، كما تم الاعتراف بـ (6) كليات وجامعات عمانية خاصة من قبل الأردن ولبنان والعراق.
ونجحت ثلاث مؤسسات تعليم عال خاصة في الحصول على الاعتماد المؤسسي من قبل الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وهي جامعة ظفار، كلية الهندسة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا (كلية كالدونيان الهندسية سابقا) والكلية الحديثة للتجارة والعلوم.

 

معادلة المؤهلات
تقوم وزارة التعليم العالي ممثلة في دائرة معادلة المؤهلات والاعتراف بالعديد من الجهود لحماية الطلاب من الوقوع في فخ الجامعات الوهمية أو الالتحاق بمؤسسة تعليمية بنظام غير معترف به من قبل الوزارة كالانتساب أو التعلم عن بعد، بالإضافة إلى حالات تزوير الشهادات وما يترتب عليها من تبعات قانونية.
وتهدف الوزارة لضمان جودة مخرجات التعليم العالي العمانية من خارج السلطنة من خلال انتقاء مؤسسات التعليم العالي الموصى بالدراسة بها خارج السلطنة، والحرص على ضخ المؤهلات الدراسية المجودة لسوق العمل وفق أسس ومعايير واضحة ومقننة.
ومن بين أكثر من 47 خدمة حكومية عربية، فازت وزارة التعليم العالي بجائزة الإنجازات الحكومية العربية - التي تمنحها أكاديمية جوائز التّميز في المنطقة العربية - وذلك في ملتقى الابتكار الحكومي المتميز لعام 2018، الذي أقيم في نهاية شهر يونيو 2018م في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اختيار خدمة تصديق الشهادات ومعادلة المؤهلات الأكاديمية ضمن سبع خدمات حكومية متميزة على مستوى المنطقة العربية.
استقبل النظام الإلكتروني لوزارة التعليم العالي (أساس) خلال العام 2018م ما يقارب من 7175 طلب تصديق لمؤهل دراسي صادر من مؤسسات تعليمية خارج السلطنة، ونحو 5057 طلبا لمعادلة مؤهلات دراسية صادرة من خارج السلطنة. وقد ظهرت زيادة واضحة في أعداد طلبات التصديق في العام 2018م بواقع 1415 طلبا عن العام السابق له 2017م. كما ظهرت زيادة في طلبات المعادلة بواقع 414 في العام 2018م عن العام السابق له.
هذه الزيادة في الطلبات تعكس استجابة جهات التوظيف الحكومية والخاصة وحرص هذه الجهات بإلزام موظفيها ممن يحملون مؤهلات دراسية صادرة من خارج السلطنة بتقديم طلب تصديق ومعادلة عبر النظام الإلكتروني لوزارة التعليم العالي.

مسح الخريجين
أصبحت نتائج مسوحات سوق العمل ومسوحات الخريجين الوطنية يعول عليها في التخطيط الاستراتيجي وتقييم جودة التعليم العالي، وفي هذا الإطار دأبت وزارة التعليم العالي ممثلة في دائرة مسح الخريجين للقيام بمسح للخريجين كل عامين، حيث يعد مسح الخريجين 2019 هو المسح الوطني الثالث الذي تنفذه الوزارة بعد المسحين الوطنيين للخريجين في العامين 2015 و2017.
وكان لهذه المسوحات دور كبير في إعطاء صورة واضحة عن حالة خريجي مؤسسات التعليم العالي بما في ذلك الحالة الوظيفية، ومناسبة مؤهلاتهم وتخصصاتهم لسوق العمل العُماني، وكذلك معرفة مدى مواءمة القدرات والمهارات التي اكتسبوها خلال الدراسة الجامعية مع احتياجات قطاعات العمل المختلفة. كما قامت الوزارة بإجراء مسح لأرباب العمل في عام 2016 الذي استهدف عينة من الرؤساء التنفيذيين ومديري تنمية الموارد البشرية في شركات القطاع الخاص؛ بهدف التعرّف على حاجة القطاع الخاص من الخريجين حسب المؤهلات والتخصصات والمهارات، والطرق التي يستخدمها أرباب العمل في توظيف الخريجين. كما قامت الوزارة في عام 2018 بالتعاون مع الجمعية العُمانية لخدمات النفط والغاز(OPAL) في تنفيذ ثلاث دراسات هي دراسة تمكين الإناث العاملات في قطاع النفط والغاز، ودراسة تتبعية للخريجين الملتحقين بقطاع النفط والغاز، ودراسة برامج للتدخل لزيادة عدد الخريجين المستوفين لمتطلبات ما قبل التوظيف في قطاع النفط والغاز.
وقد شمل مسح الخريجين 2019 خريجي جميع مؤسسات التعليم العالي من داخل السلطنة والخريجين العُمانيين من الخارج للعامين الأكاديميين 2016/2017، و2017/2018 من حملة جميع المؤهلات، والذين بلغ عددهم 57090 خريجا وخريجة، شارك منهم (32456) بنسبة مشاركة قاربت 57%. وقد أظهرت نتائج المسح أن حملة مؤهل الدبلوم المتقدم التخصصي هم الأكثر توظيفا بنسبة 19.8%، ومن ثم حملة مؤهل البكالوريوس بنسبة 18.7% يليها حملة مؤهل الدبلوم بنسبة 18.4% وأقل العاملين من الخريجين هم حملة مؤهل الدبلوم المهني. فيما زادت نسبة العاملين في القطاع الخاص لتصل إلى 57% مقارنة بنسبة 47% في مسح الخريجين 2017. كما أظهر المؤشرات أن أكثر المهارات التي يفتقر لها الخريج في سوق العمل هي مهارات اللغة الإنجليزية، ومن ثم المهارات التحليلية، تليها المهارات التنظيمية. فيما انخفضت نسبة الخريجين الرافضين للعروض الوظيفية لتصل إلى 4.8% من 10.6% في مسح الخريجين 2017، ولا يزال الخريجون الذكور أكثر رفضا للعروض الوظيفية من الخريجات.
وعن أبرز المستجدات المتوقعة لمسح الخريجين في 2019م إصدار دراسة مسح الخريجين 2019، وإصدار عدة دراسات تفصيلية بناءً على نتائج مسح الخريجين 2019، إضافة لإصدار دراسة مقارنة بناء على دراسات مسح الخريجين من 2015 وحتى 2019، وكذلك البدء في تطبيق المشروع الوطني لترتيب مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة تجريبياً.

 

تعليق عبر الفيس بوك