تطور هائل في البنى الأساسية غيَّر ملامح الولاية بالكامل

مسؤولون ومواطنون: "الدقم" تعيش نقلة نوعية في ظل الرعاية السامية.. وخطط التنمية توازن بين مطالب المجتمع والمستثمرين

 

 

< سالم الجنيبي: النهضة التي تعيشها "الدقم" تبشر بمستقبل تنموي واعد

< عبدالله الحرسوسي: 10 سنوات تؤكد مساعي الحكومة لوضع المنطقة في المقدمة

< حمد الجنيبي: "الدقم" تعيش طفرة تطويرية وتنمية عمرانية غير مسبوقة

< زايد بن جمعة: نأمل تكثيف الزيارات الميدانية وإنشاء فروع للجهات المعنية بتطوير المنطقة

< ماجد الجنيبي: الحركة التجارية في نمو مستمر.. وميناء الدقم والمطار يعززان فرص التطور

 

 

أجمع مسؤولون ورجال أعمال ومواطنون على أنَّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم هي إحدى أبرز ثمار النهضة المباركة، بفضل الاهتمام السامي الذي حظيتْ به ولاية الدقم خصوصا ومحافظة الوسطى بشكل عام من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- طوال مسيرة بناء عُمان الحديثة. وقالوا إنَّ مجتمع المنطقة وبفضل النقلة النوعية المتحققة على أرض الدقم، شهدَ تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة على مختلف المستويات.. وفي ذكرى استحضار ميلاد عُمان الحديثة يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد، عبَّروا عن امتنانهم العظيم لباني نهضة عُمان؛ لما تشهده المنطقة من جهود للتطوير، مُقدرين منجزات النهضة على مدار 49 عاما، والتي أغدقت على الولاية الخير العميم، وأسهمت في تطور البنى الأساسية وغيَّرت ملامح الولاية نحو مظاهر الحداثة والرقي.

الرؤية - أحمد الجهوري - محفوظ الشيباني

 

 

وقال الدكتور سالم بن سليم الجنيبي رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بالوسطى: إن محافظة الوسطى بمختلف ولاياتها (هيماء، محوت، الدقم والجازر)، شهدت تطورا ونموا في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وهو ما انعكسَ على رخاء المجتمع وسعادة المواطنين، بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة الرشيدة في ظلِّ القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. فمُنذ بزوغ فجر النهضة المباركة في 23 يوليو 1970، والمحافظة تشهد تقدمًا ونموًّا وازدهارًا، وأبناء المحافظة حظوا بوافر الحظ من التعليم والخدمات في مختلف الولايات، فتجد المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية كما تجد الأندية الرياضية والمؤسسات الخدمية التي تُقدم الرعاية والعناية لمختلف فئات المجتمع، وما تشهد ولاية الدقم من نهضة اقتصادية رسمتها الحكومة الرشيدة وتقوم بتنفيذها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة؛ فهي نهضة اقتصادية لمستقبل مشرق للمحافظة على وجه الخصوص وللوطن بوجه عام، فمُنذ فترة والأعمال والتطورات الاقتصادية مستمرة في منطقة الدقم بالتحديد، ولكن الفائدة منها تعود على كافة أبناء الوطن بمن فيهم أبناء محافظة الوسطى، فأبناء المحافظة نالوا حظًّا وافرا من مشاريع منطقة الدقم، والمؤسسات العاملة في منطقة الدقم قدمت عددًا من البرامج التعليمية والتدريبية لأبناء المحافظة.

 

وتابع الجنيبي: الخطط التطويرية الاقتصادية والاستثمارية في منطقة الدقم، سوف تنتج عنها عوائد كبرى على المجتمع، وسوف تشهد مشاريع أبناء المجتمع حركة نشطة كما ستشهد تجارتهم ومنتجاتهم رواجا، وسيكون عليها طلب بحكم النهضة الكبرى في المشاريع العملاقة، وما نشهده في الفترة الأخيرة من انسجام بين مطالب المجتمع وخطط الشركات العاملة بالدقم، والمرحلة القادمة من المتوقع أن تشهد برامج دعم سوف يكون عائدها على نمو المجتمع وازدهار في المحافظة بشكل عام وبالدقم على وجه الخصوص. مع انطلاقة الأعمال في المنطقة الاقتصادية وبداية المشاريع، والولاية تشهد حركة نشطة في مختلف قطاعاتها التجارية والخدمية والسياحية، فبلا شك ارتفع الطلب على المنتجات والخدمات الذي أثر إيجابا على نمو تلك القطاعات، فالحركة التجارية بالدقم تختلف اليوم عن قبل عشر سنوات وأيضا المنشآت السياحية وغيرها من القطاعات. ومن القطاعات التي شهدت نقلة كبرى في الولاية: قطاع النقل؛ حيث أصبح في الولاية مطار وميناء تجاري وشبكة طرق تربط الولايات ببعضها، كما تربط المحافظة بالمحافظات المحيطة بها، فتطور شبكات الطرق ووجود ميناء تجاري ومطار أسهم في ارتفاع عدد المستثمرين والزائرين للمحافظة كما أسهم في تنقل الإفراد والبضائع من جهة إلى أخرى، ونتمنى أن نشهد في المرحلة القادمة مسار للقطار يربط محافظة الوسطى بمحافظة مسقط ومحافظة ظفار.

 

مقومات سياحية وتعليمية

وأكد رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بالوسطى على أنَّ ما يُميز محافظة الوسطى تعدُّد المقومات السياحية بها، والاختلاف المناخي بين ولاياتها، وحفاظها على الموروث في العادات والحرف التقليدية والفنون الشعبية ذات الطابع البدوي؛ فالمحافظة ذات مكنون سياحي كبير يستطيع الكثير من السياح الاستمتاع به، وربما يحتاج خلال المرحلة المقبلة إلى الاستثمار به، لكي يستقطب الأفواج السياحية الدولية ضمن برامج الجهات المعنية بالسياحة. أما فيما يخص الاستثمار في قطاع التعليم العالي، فقد تم الإعلان عن توقيع جامعة السلطان قابوس اتفاقية حق الانتفاع بالأرض لإقامة مراكز بحثية بقيمة مليون ريال عماني في مجالات الأحياء البحرية، والملاحة البحرية، والكوارث والزلازل، والدراسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية، وأبحاث الطاقة المتجددة، وأبحاث الاتصالات والاستشعار عن بُعد، كما تابعنا ما نشرته وسائل الإعلام حول اهتمام إحدى الجامعات الدولية بإنشاء فرع لها في منطقة الدقم، إضافة لما تم الإعلان عنه حول إنشاء مدرسة دولية ثنائية اللغة كأحد الاستثمارات المحلية، وتوقع الفرص مواتية لإنشاء كلية خاصة بالقطاع اللوجيستي ومعهد عالي لقطاع النفط والتعدين، إضافة لمراكز تدريب مهنية وصناعية.

 

طفرة في البنى الأساسية

فيما قال عبدالله بن سالم الحرسوسي رئيس مجلس إدارة شركة الامتياز الأهلية: شهدتْ منطقة الدقم خلال الفترة الأخيرة تطورًا كبيرًا في مختلف قطاعاتها المتعلقة بالبنية الأساسية والخدمات، إضافة إلى الحراك المميز في الموانئ والمصفاة والقناة المائية التي يعكف عليها العمل حاليا والتي ستضيف جمالية للمنطقة، والمراقب للدقم خلال 10 سنوات يشهد نموًّا متواصلًا يعكس التوجه الحكومي لجعل الدقم الأولى في المنطقة، وأن التسهيلات الحكومية لاستثمار أصبحت مرنة مقارنة بالسابق، والتي تشجع رجال الأعمال للمضي قدما في افتتاح مشاريع مختلفة ترفد الاقتصاد العام للمنطقة والسلطنة بشكل خاص.

وأضاف الحرسوسي: ومع اكتمال منظومة البُنى الأساسية، فأنها ستكون أكثر تحفيزًا لاستقطاب الشركات والمؤسسات، والتي تعتبر المحرك الأساسي لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية؛ حيث المنطقة لا تزال بكرًا وبعيدة نوعا ما عن الأسواق المفتوحة، وتحتاج إلى المزيد من الترويج والتسويق وتضافر جهود المؤسسات للتركيز على جعل المنطقة متكاملة، وأن تكون مقصدًا لجميع المناطق المجاورة لها.

ولفت الحرسوسي إلى أنه ومع جاهزية جميع المشاريع من المتوقع أن تشهد المنطقة المزيد من فرص الاستثمار واستقطاب الشركات العالمية، فالتطور الذي تشهده الدقم لا يقتصر فقط عليها وإنما يلامس محافظة الوسطى بأكملها من تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية وتفعيل الموانئ حيث إن دخل السلطنة من الثروة المعدنية يصل إلى 60% من محافظة الوسطى؛ وبالتالي دور الموانئ سيكون أكثر فاعلية للولايات الأربع بالمحافظة، إضافة إلى القطاع الفندقي، حيث بالنطقة منشآت فندقية ذات 3 و4 نجوم، وقربها من منطقة الشويمية والجازر وامتداد الشريط الساحلي الجميل سيجعل المنطقة مقصدا سياحيا مهما. ولتفعيل ذلك تكمُن الحاجة لشركات سياحية نشطة ومراكز ترفيهية وفنادق بأنواعها وشركات نقل السياح إلى السهول والأدوية والبحر والعزب والجبال والصحراء...وغيرها من المقاصد.

 

استشراف المستقبل

من جانبه، قال الشيخ حمد بن صالح الجنيبي رئيس مجلس إدارة شركة ربوع هيماء للتجارة: تشهد منطقة الدقم طفرة تطويرية ونموًّا عمرانيًّا في مختلف المجالات، ستنعكس آثاره الإيجابية على الحياة العامة للمواطنين، فجميع المؤشرات تشير إلى استشراف مستقبل نفخر به، ستكون فيه الدقم الوجهة الاقتصادية الأهم في المنطقة، وقد سعت الحكومة مشكورة خلال الفترة الماضية لتقديم التسهيلات لرجال الأعمال والاستماع لمطالبهم وتذليل الصعاب، ولكن لا نزال نعاني من البطء في إنجاز بعض المعاملات والتأخير في إتمامها. ويضيف الجنيبي: القرب المكاني للدقم من محافظة ظفار، يجعلها فرصة للزيارة من خلال الشارع الساحلي المؤدي لظفار، ونأمل من وزارة السياحة بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى أن تهتم بتفعيل المناطق السياحية في الدقم لتكون متنفسًا للأهالي من جانب، والعاملين بالمنطقة من جانب آخر، من خلال تنظيم مهرجان سنوي يعزز استقطاب الزوار للدقم من مختلف محافظات وولايات السلطنة.

أما زايد بن جمعة نائب رئيس المجلس البلدي في الوسطى، فطالب الجهات المعنية بتطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بضرورة التواجد في المنطقة وإجراء المزيد من الزيارات الميدانية للمتابعة من خلال إنشاء فروع لها في المنطقة، للمشاركة والاحتكاك بالمستثمر، فتواجد صناع القرار وتسهيل إجراءات الاستثمار يُسهمان في سير العملية الاقتصادية وتسريعها. وأضاف: إن بُعد الجهات صاحبة القرار يشكل عبئًا على المستثمر في تخليص الإجراءات، كذلك فإن المنطقة تفتقر إلى تواجد مركز إعلامي لنقل الأحداث والوقائع أولًا بأول. وذكر أن هناك بطأ وتأخيرًا في توفير خدمات البنية الأساسية للمستثمر؛ مما يعرقل سير العملية.

 

 

امتيازات وتسهيلات

ماجد باروت الجنيبي من أهالي ولاية الدقم، قال: تشهد منطقة الدقم تطورا ملحوظا في العديد من الجوانب؛ منها على مستوى المشاريع الاقتصادية الكبيرة كالحوض الجاف وميناء الدقم ومصفاة الدقم والتي لا تزال في طور الإنشاء وغيرها من المشاريع الواعدة. كما شهدت الولاية تطور في البنية الأساسية كالشوارع المزدوجة والفنادق ومحطات المياه والكهرباء وزيادة المباني التجارية والسكنية والصناعية، وتوافر فرص العمل نتيجة زيادة عدد الشركات القائمة بتنفيذ وإنشاء المشاريع بالمنطقة. وأضاف أنَّ الأهالي يتطلعون لإقامة مستشفى مرجعي نظرا لزيادة عدد السكان والمقيمين بالولاية، وكذلك لبُعد الولاية عن المستشفيات المرجعية وازدحام المراجعين بالمستشفى الحالي بأقسامه الموجودة والتي بحاجة لتوسعه وتوفير العيادات الأخرى لحين توفر المستشفى المرجعي وزيادة أسرة الترقيد. مؤكدًا أهمية إنشاء جامع يتسع للمصلين وزيادة الوجهات الداخلية للطيران العماني بحيث يشمل الدقم-مسقط والدقم-صلالة. وقال إنَّ الحركة التجارية في نمو مستمر وتطور، وتوفر المشاريع المرتبطة بالتجارة كميناء الدقم والمطار سيسهم في هذا التطور.

وحول السياحة في المنطقة، قال الجنيبي: إنَّ ولاية الدقم ساحلية وبها شواطئ ممتدة وجميلة وتفتقر لأبسط الخدمات كدورات المياه والمظلات والشوارع المسفلتة ونأمل التسهيل للمستثمرين في تطوير هذا القطاع. وأشاد بإنشاء جامعة الدقم والتي بلا شك تُساعد على زيادة عدد أبناء الدقم في التعليم الجامعي لقربها، وكذلك توافر التخصصات التي تناسب المشاريع القائمة بالمنطقة.

بينما اقترح المواطن ماجد بن محمد الجنيبي من أبناء الدقم، لتطوير المنطقة، التعجيل بإقامة المرافق الأساسية كالمستشفيات التخصصية التي توفر الرعاية للمتواجدين دون الحاجة لنقل المريض إلى مكان آخر، كما نقترح إنشاء مدارس دولية تضمن استقرار أسر العاملين بالمنطقة، وإنشاء مرافق ترفيهية كالحدائق والمتنزهات وفق معايير الجودة العالمية. أما عن الحركة التجارية فتعتبر جيدة؛ كون المنطقة في بدايات تأسيسها، ونلاحظ تطورًا في الحركة التجارية أفضل من السنوات العشر الماضية؛ حيث تزدهر التجارة يوما بعد يوم؛ مؤملاًا أن تشهد الفترة المقبلة استثمارًا أكبر للمواقع السياحية الجاذبة بالمنطقة، وتشجيع رجال الأعمال بتقديم تسهيلات مميزة للعمل بهذه المواقع.

مختتمًا بالقول: نأمل العمل بسرعة على تحقيق حلم إنشاء جامعة الدقم، فقد استقبل أهالي الدقم ومحافظة الوسطى خبر إنشاء هذه الجامعة بالفرح والسرور كحلم طال انتظاره؛ والذي سيشجع الشباب على مواصلة تعليمهم والحصول على شهادات عليا للالتحاق بسوق العمل.

تعليق عبر الفيس بوك