معتصم السعدون | العراق
هَرَباً لِنوركَ من ظلامٍ دامسِ
ومن اختفاء البَّوحِ بين هواجسي
//
هرباً لعينك من عُيُونِ مدينةٍ
طرقاتها أكلت ظلال الحارسِ
//
ومن اختفاء زلالِها من بِئرِها
ومن ارتداء اللِصِ ثَوبِ الفارسِ
//
ومن ارتداد الصَوتِ قبل طلوعه
من حشرجات فمٍ وجَفْنٍ ناعِسِ
//
تنجو من القَّوسِ الأخيرِ طريدةٌ
كَمَنَتْ لقلبك من سهامِ فرائِسِ
//
وأنا وآخر دَجْلَةٍ في قلبه
نهرانِ يشتبكان بين نوارسِ
//
يتقاسم الفُقَراءُ ضِحكةَ صُبحِهم
متعففٌ كَفَلَتهُ فَرحةُ بائِسِ
//
لامالَ يُغني الراحلين إذا اكتفت
حيطانُهم صُوراً بعطر الجالسِ
//
فاشرح لِغُربتِك الأخيرةِ ظَّرفَها
قد تَعذُرُ الأحلامُ طًّيشَ الهاجس ِ
//
واترُك لمعناكَ القديمِ أُفولَه
فالشَّمسُ أتيةٌ بفرضٍ سادسِ
//
بوجوهِ من حَفَظوك بين ضلوعِهم
واخترتهم سَكناُ لبيتٍ عانسِ
//
لُغةُ الجًّوارحِ تُرجمانُ حنينِها
بدرٌ تًكامَلَ رُغم أنفِ دَسائسِ
//
لا كاهنٌ إلاك مَعْبَدُ غيمه ِ
سُوَرٌ تمائمها نَشيدُ مَدَارسِ