عدنان العمري | الأردن

(ليلٌ ثقيلٌ والقلب يؤرّخ الغياب)
1
يا ليل السرد
تبخسني الهوى ..
أمدّ في مشوار الكلام
وأمدّ في المكاتيب التي تصل
كأنها لا تصل ..
وأنتظر الـ مرحبا
لو ترتمي نغمًا على مسامعي …
… ..
2
أنام وقلبي
تحت إبرة الفونوغراف وندور ...
تأتي ترجمة الجسد
بصِبغة غناء حزين…
وبوسط الغناء
تماما هنا
حيث القلب الـ يلوح
خلف القمصان وحيدًا
يبدأ الغناء بالإنزياح للرقص ..
أتحسس النتوء وأجدك
لا بأس إذن
هو اسمك يمرّ بالمنتصف ليس إلا…
…....
3
أرى يدك في خارطة صدري
كالعائدين من الاغتراب
إذ يوزّعون الهدايا
و أتجاوز العمامات قليلاً
إذ أرى فمك
كرحمة الله المدلاة من أكمام السماء توزعين على جسدي العطايا
ولأن الجسد
كربيع البساتين بين يديك
صرتِ صبحاً يوزِّع الندى
على أيّما وردٍ ..
فيا وردة الله
في دمي
تفتّحي جيلًا من الراهبات
وأعدي لهذا الجسد المثقل بالخطايا
ماءً مباركًا وعمّديني…
…
4
يلقّنُني الحبّ
درساً في الشّوق
أذكرك فـ يمرّ وجهك
وتلوح ضحكتك الفاترة ..
ثمّ يرنّ صوتك
وحديثك والكلام القديم
وكل المشاوير والأزقة والأغاني تلوح ..
أسأل الحبّ ما الشّوق؟
يقول
كأن تذرع الليل
تشدّ على يدِ أحدٍ سواك
ولا سواك …
فيُطلّ الحالمون من حلمهم
يواسوك ..
وتطلّ العاشقات
من نافذة أشواقهنّ
يرأفنّ بك وليلك الممتد ..
كأن تنتابك نبأة الفقد
وتغلّ مواسمهُ تغلّ جدًا ..
هي الأشواق
مثل النوائب و لا تأتي فرادى…
…..
5
من ياقة الحديث
تخرج أصابعك كالجند
تنزل راية الربكة
وتسرج أفراس الصحو
على ثغري..
هنا قد لا أشبه إلا انفلات الغيم
أولاة الهطول ..
كأني انعتاقٌ من المكان
وجملة الوقت
وكأني أشبه تماوجًا
تقولهُ الراقصة بخصرها اللبنيّ
في أوج النغم…
……
6
لي رحلة العنب
من طلوع الحصرم
إلى شفة النّدامى …
ولي حزن الجرار
لو ترشح ترشح بما بالجوف ..
ولك ما يدخر العاشق
من أجل النسيان ولا ينسى ...
لك حظ النادلة "بالقشيش"
إذا ترنح العاشق…
ولي ما يتلقاه البار
من قبضة العاشق ..
لك غلة الحانات فجرًا
ولي حزن الأرصفة
على عاشق لا ينسى …
……
7
أجمعك بالعمر كثروةٍ
وبيدين مغلوليتن
إلى عنقي
أحرص عليك
و أبخل بك على سواي ...
أيغضب الله هذا ؟
… ..
8
أنت في الريح
الزوبعة
وأنا في الشجر الـ يشب طولا
انكسارُ الغصون …