قصة قصيرة

المصيدة..


أمين دراوشة | فلسطين
يحيا في وحدة موحشة في غرفة بأحد الأحياء الشعبية .. لا تحتوي غرفته سوى على سرير مهترئ كأيامه، كرسي.. طاولة على وشك السقوط كحياته، كتب و أوراق مبعثرة في أرجاء الغرفة وسط فناجين القهوة المتسخة.. والفئران تلتهم كتبه وملابسه، عندما نظر إلىإحداها قبل أيام أحس أن الفأر يقول له:
( لن يطول بك الأمر حتى تسجن هنا إلى الأبد وتسقط يا مسكين، فها نحن نلتهم أشياءك شيئاً فشيئا.. إنك لا تساوي شيئاً....)
سمع حركة في أحد زوايا الغرفة، نظر بسرعة كانت الفئران، تقفز بخفة وحيوية، تمعن بزعيمهم فرأى ابتسامة ماكرة على وجهه تؤكد قوله السابق..
وطفقت الفئران اللعينة تلتهم الكتب.. نظر بعينيه الناعستين وكأنها تقول بدلاً منه:
(أشعر ان جسدي مخدر، ولا أقوى على الوقوف لمنعهم من ذلك....)
عندما انهوا التهام بعض الكتب وأرادوا الانتقال إلى مجموعة أخرى اهتز قلبه واضطرب عقله وخطر في ذهنه أن يقوم ليطردها فهذه كتبه المحببة لنفسه حاول الوقوف.. ثم كف عن ذلك قائلاً لنفسه:
(إذا استطاعت أن تحصل عليها وتسحقها بأسنانها فهذا يعني أن لا شيء يستحق أن نقاتل لأجله...)
اقترب زعيمهم من المتشائل.. لكنه بدأ يترنح لحظة أن وضع أنفه ....وسار كثمل إلى جحره...!
فضحك وليد مسعود وقال بصوت صاخب وهو يلوح ببعض الكتب اختارها بعناية:
(عرفت الآن كيف أهزمكم ولن يطول بكم الأمر حتى تكونوا كلكم سجناء عندي...!)

 

تعليق عبر الفيس بوك