عراق كحرف الضاد قطب وجوهر


د. ريم سليمان الخش | باريس

عراق سماويّ له عندنا الصدر
علونا به شأوا ومن دونه القبر
//
عراق كحرف الضاد قطب وجوهر
فلا تأملوا جبرا إذا مسه كسر
//
عراق تقول الأرض كان فكنته
ولولاه لم أخلق ولم يأتكم ذكر
//
لقد عطست فيه الغيوم شواعرا
فكل عراقيّ بفطرته الشعر
//
على أنّ صلصال السهول مصدعٌ
سيولٌ من الأوجاع طوفانها مرّ
//
إذا أنكرت خيل العراق صهيلها
فجرحٌ عميق الغور كي يصمتَ المهرُ!!
//
يقولُ: دعيني يا ابنة الخيل إنني
معنّى وما للنفس من ضيقها صدرُ !
//
أخوض ابتلاء الدهر مذ كان يافعا
وشابت عيون الدهر لكن هو القهر
//
دموعك يا محزون عندي عزيزة
لحزنك أقماري وقلبي لكم خمرُ
//
أتدرين يا أوروك ماسرّ نخلكم؟
أصيلٌ له شمس يناورها بدرُ
//
لعشتار في كنه النخيل تجذّرٌ
وجلجامش الصنديد جذعٌ له نضرُ
//
ذكاء بإشعاع مهيب على المدى
وليث عظيم الشأن سيمته الكبرُ
//
صراع النجوم الآلهات مفعّلٌ
بلونين: لون الحب يجتاحه الغدر
//
وما الغدر من لون الفرات وإنما
تكسر جذع للنخيل إذا كرّوا
//
فعشتار في أوروك تفرد ظلّها
على كل ضليلٍ عتيد لها أمرُ !!
//
تضخ دماء الثائرين تمرّدا
فمن ثورة حمرا إلى أختها مرّوا
//
هطول وأفواه العطاشى به ارتوت
مشاع كما روح الحقول به البشرُ
//
فأرضك يا أوروك بركان ثورة
بها حمم تغلي يُفجّرها الفكرُ
//
كصقر على قنص الضياء مدرّب
بحدس كزرقاء اليمامة لا الوقرُ
//
فلا قلعة للتيه دام صمودها
ولا لسعة الليل اللئيم ولا الشرُ
//
ولا واسط الحجاج ظلّ هزيعها
ولا طائر السجيل والسحت والغدر
//
لقد غاب عن ذهن المرايا هيامكم
بومضٍ خرافي يُضاء به الشعر
//
قصيد به للنخل واحة عاشق
وقافيةٌ نشوى بأنغامها التمر
//
وروح من الشك الوجوديّ مزنها
لتروى هضاب الفكر بالرأي تخضرّ
//
أديمٌ إذا هزّ النجوم تساقطت
فنونا وأشعارا يغني بها الدهر
//
على حقبة التاريخ نقشٌ مخلدٌ
يقول: أنا ماء الحياة لمن مرّوا
//
يحيون عشتار الجليلة أمهم
بتاج  من الضوء المهيب كما التبر
//
زهور على الشُرْفات بالحب تنتشي
وليس سوى الحب العظيم لها عطرُ
//
أليمٌ على قلب اليتامى رحيله
رسولٌ من الحلوى يؤم به الخير
//
غمامٌ به قمح الحقول رسالة
بسيطٌ كعشب الأرض ماغرّه الوفرُ
//
نديّ لقد مدّ الوريد ليرتوا
خليج بلا قرشٍ وفي يمّه الدرُ
//
على أنّه لو كان للموج مدّه
ولم يكُ كالدوفين ما مسّه مكرُ
//
لما غابت الأفلاك يوم انحساره
وظلّت تلال القمح يربو بها البرُ
//
وظلّت على شط الفرات نوارس
تٌبشر بالعهد النديّ فلا قفرُ
//
ثلاثٌ من النجمات تاهت لنا بها
مواويل للقيا لأرواحنا خمر
//
فيا حلمي المسكوب للحزن لمّني
كيانيَ معدوم ووزني هو الصفرُ
//
ستبقين يا أوروك للحب شعلة
وفي الحقبة السوداء (يُفتقدُ البدرُ)
.................
هوامش:
نظريتي تقول أن العراق يحكم بالحب وبالحب وحده ينتصر الفكر العراقي ومادونه باطل وسوف تحاربه الأرواح المتشبعة بالرؤى والفكر والمفطورة على التمرد.... وأيضا أعلل أن مارأته السلطة الأبوية على مر الزمان نفاقا ماهو إلا تمرد عليها لأن الفكر المتقدة بالإبداع من كوكب آخر قوامه الحرية والرفض والتمرد...((نظريتي بعد تحليل ودراسة))
الرابط في بوابة أوروك

 

تعليق عبر الفيس بوك