مجلس الشورى.. ماذا قدم للقطاع الرياضي؟!

أحمد السلماني

وانقضتْ دورات الانعقاد بمجلس الشورى في دورته الثامنة، وتستعد السلطنة من أقصاها إلى أقصاها لأكبر عرس انتخابي لتدشين الدورة التاسعة للمجلس؛ الأمر الذي بلا شك أفرزَ تجربة برلمانية انتهجت التدرج عنوانا ومرتكزا أساسيا طوال مسيرتها، لضمان إطار منظم للعلاقة بين "صوت الشعب" والحكومة؛ من أجل خدمة عُمان لتمضِي دُوْر الانعقاد والمناقشات دون أن نشهد حالات الشد والجذب والتشنجات، إلا فيما ندُر والتي نراها ونسمع عنها في مختلف برلمانات العالم حتى في دول العالم المتقدم.

ولأنَّنا ندور في فلك الرياضة فقط لا سِواها؛ فإنَّني أتساءل كما يتساءل الكثير: ما الذي قدمه مجلس الشورى في دورته الثامنة لقطاع الرياضة والشباب؟ هم عمود كل أمة، واحتياجاتهم كثيرة، وعلى المجلس أن يرتقي لتطلعاتهم، وقطاع الرياضة جزءٌ لا يتجزأ من نمط حياتهم.

هناك قضايا لها الأولوية في اهتمامات مجلس الشورى تَعاطى معها وفق صلاحياته، ولكن أعتقد جازما أنَّ هيكلة اللجان بالمجلس على تنوُّعها، والتي تشمل: اللجنة التشريعية والقانونية، واللجنة الاقتصادية والمالية، واللجنة الصحية والبيئية، ولجنة التربية والتعليم والبحث العلمي، ولجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية، ولجنة الشباب والموارد البشرية، ولجنة الامن الغذائي والمائي، ولجنة الإعلام والثقافة، تُتيح للمجلس تغطية كافة قضايا الوطن الملح منها والعادي.

4 سنوات انقضتْ من عُمر الدورة الثامنة، وبعد تتبُّعي لما حظي به قطاع الرياضة من مداولات ونقاشات تمثلت في جلستين مع معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية، وحلقة نقاشية واحدة كانت بعنوان "صناعة الرياضة.. التحديات والفرص"، بتنظيم من لجنة الشباب والموارد البشرية، لا غير، هذا ما وجدته، وإذا كان كذلك فهذا يعني أن هذا القطاع لم يحظَ بذلك القدر الكافي من الاهتمام، مع تقديري الكبير لتفاعل سعادة رئيس مجلس الشورى مع مناشداتي المتكررة بعد كل إخفاق لرياضتنا على المستوى الدولي تحديدا.

مما يؤسف له أن هذا القطاع الشبابي المهم لم ينل حظه الوافر من الاهتمام والمحاسبة من قبل المجلس، وبما يرتقي به، أكوام هائلة من المعضلات والتحديات والمشاكل التي تعاني منها الرياضة العمانية، خاصة حالة الانفصام بين المنظومة الرياضية وإستراتيجية الرياضة التي أقرَّ القائمون عليها أنها بحاجة لتعديل، وأنا وغيري نقول بأنها بحاجة لإعادة نظر؛ إذ إنَّ من قام عليها وصاغها لا يمُت لواقع مجتمعنا الرياضي بشيء، والأرقام والإحصائيات -خاصة على المستوى القاري والدولي- تتحدث، ولا تحدِّثوني عن بطولات وانتصارات أبطال الوهم والورق مع بعض الاستثناءات.

واليوم.. لسنا بوارد الحديث عمَّا مضى، ولكن ما يستوجب الوقوف حقا؛ هو: تقييم شامل ومفصل من المجلس لكافة أعمال لجانه، وما تمخض عنها من توصيات ومقترحات وتشريعات؛ حيث من شأن هكذا خطوة أن تضع أسسًا سليمة يُبنى عليها العمل القادم للمجلس في دورته التاسعة، أتمنَّى على لجنة الشباب والموارد البشرية أن تُسلم المجلس تقييما شاملا وشفافا للمجلس يُستفاد منه ويُبنى عليه.. "سعيكم مشكور، ولكن عملكم كان يَسِير بوتيرة ورقم غير صحيح بل مكسور".